لعبة الشطرنج واحدة من أشهر وأقدم الألعاب، تلعب على لوحة مصممة باللونين الأسود والأبيض، بواسطة قطع مخصصة لكل لاعب تعتمد على الدفاع والهجوم ويجب أن يتمتع اللاعب بذكاء عالي ومهارة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، تنتهي اللعبة إما بالفوز أو الخسارة، وذلك وفقاً لقواعد معينة.
أن حياتنا التي نعيشها هي حرفيًا لعبة يلعبها الجميع فهي مثلها مثل لعبة الشطرنج لديها قواعد ونتائج، فالحياة لعبة استراتيجية لكن المبدأ الأساسي للنجاح في لعبة الحياة هو إدارة الحياة، وأكثر اللاعبين نجاحا وتميزًا في لعبة الحياة هم من يدركون مفهوم اللعبة، فاستراتيجيتك في اللعب هو مفتاح الانتصار في هذه اللعبة، والغريب في الأمر أنه في اللحظة التي تدرك فيها قيمة اللعبة يكون قد نفذ وقتك ومضت أجمل الاجزاء منها وأنتهي وقتك في اللعب ونتيجة أما لاعب محترف أو خاسر مع مرتبة الشرف.
كثيراً ما فكرت في ذلك التشبيه بين الحياة ولعبة الشطرنج، فجميعها تعتمد على معطيات اللعبة وكيفية التعامل معها بكل احترافية وذكاء، ومما يميز لعبة الحياة أنه كلما تقدمت في مراحل اللعبة ازدادت خبراتك ومهاراتك، وازدادت اللعبة تعقيداً وتحدياً ومن أجل ذلك تحتاج أن تكون على معرفة جيدة بقوانينها ومهاراتها لاستخدامها قبل أن يُقضى عليك بانقضاء وقتك أو عدد محاولاتك أو هزيمتك، فطبيعة اللعبة ما هي إلا تجربة وافتراضيات ومشاكل وإيجاد حلول لها، وتزداد قيمة اللعبة كلما اجتزت تحدياتها ومراحلها وأنت مستمتع بها، مطمئن في تقدمك لتحرز هدفك في النهاية، وأيا كان موقعك في لعبة الحياة فهناك أمور تتحكم بتلك اللعبة، التحدي، الترابط، الفشل، التعلم، الملاحظات، الارتقاء.
أن الحياة ذلك الشيء الذي نعيش به ولأجله، لكننا مدركين تماماً بأنها وجدت لنتحداها ودائماً على ثقة تامة أننا خلقنا لأمر عظيم ذي شأن أعظم، فكل إنسان على هذه الأرض مستخلف، البعض يعتبر أن الحياة تنحصر بشخصه، دون أن يدرك أنه جزء صغير منها، وأن حياته لا تكتمل إلا بتفاعله مع الآخرين وتواصله معهم ومشاركته لحياتهم، مثلها مثل لعبة الشطرنج التي لا يمكن لعبها دون اكتمال جميع قطعها، لذلك يجب على كل شخصٍ أن يفهم أن الحياة التي يعيشها لا تخصه وحده، لأن الإنسان جزءٌ من مجتمع، ولكن الأهم في ذلك كيف يستطيع وضع كل شخصية في حياته في مكانها الصحيح، إن الحياة تختلف من شخص لأخر، فعليك أن تكون جاداً بالتعامل معها، وتحدد هدفك بعيداً عن التقليد، حاول أن تكون فيها أنت لا غيرك، تخلى عن القيود وأترك بها بصمة لا تنسى وأثراً يصعب إزالته مع الأيام، قبل أن ترحل عن هذا العالم دون أن تعرف من تكون!
بندر عبد الرزاق مال
باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية الامم المتحدة (حقوق الانسان)
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com
التعليقات 1
1 pings
ريهام الزهراني
29/10/2020 في 5:08 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله لديك اختيار منمق للكلمات وذا مفهوم عميق جدًا مواضيعك جدًا جذابة وواقعية وتجسد حياتنا كليًا، حقيقي أن الناجح الأكبر من يستطيع وضع كل شخص في مكانه الصحيح