كان في بداية الشتاء في مكان بعيد لا أعرف فيه شيئاً ذهبت لإنهاء هذا البؤس والرحيل بسلام دون أن يمنعني أحد، هناك حيث كنت أتحدث مع الشاطئ وموجاته المتدافعة و أتساءل هل إذا كان هذا القرار صائباً، وبطريقة ما تمنيت أن يمر أحد من هنا ويخبرني أنه لا بأس بالبقاء ولكن لا أحد فقد قصدت هذا المكان لذلك السبب، يمكنني نسيان كل شيء إلا ذلك الشعور، كنت خائفاً ولأول مرة على الرغم من أنها ليست مرتي الأولى ربما لأنني كنت أعلم أن هناك من سيمسك بيدي ويخبرني بأن كل شيء سيصبح بخير ، حتى سمعت تلك الألحان من شخص ما يجلس بعيداً لا أستطيع تناسي جمالها شعرت بأنها تواسيني أخبرتني بأن أتراجع وبالفعل تراجعت آملت ألا تنتهي تمنيت وبشدة ألا يذهب وبالفعل كلما أنتهى بدأ مرة أخرى هل ربما يسمعني؟، استمر في العزف حتى حل الظلام و ازداد خوفي.. هل أنتهى؟ هل سيذهب؟ بدأ بالتحرك قليلاً حتى توقف ولوح لي من بعيد ذهبت إليه وتركت ورائي ذلك الشاطئ وصيحات موجاته التي تستمر بدعوتي إليها سرت بجوار ذلك طيف استمر في النظر لي بابتسامة دافئة من حين لآخر تساءلت ما هذه الألفة المبتاغة التي أشعر بها.. ؟ و شعرت بالراحة فقد تركت ذلك المكان المظلم، ربما لم أهتم إلى أين يأخذني الأهم أنني ابتعدت عن ذلك وعن ذلك العالم الخيالي الذي أعيش فيه.