في ندوة ثقافية تميزت بمشاركة نخبة من العلماء والمسئولين والمثقفين نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء، تناول الباحث العراقي الدكتور رشيد الخيون مناقشة لكتابه “الأديان والمذاهب في العراق”.
وقال الخيون في الندوة التي أدارها الاستاذ كاظم الخليفة، أن في كل موقع في العراق أثر روحي ومادي للديانات والمذاهب، فبغداد كانت عاصمة للدولة الاسلامية لمدة ٥٢٠ سنة، والعراق يعتبر متحفا للأديان والمذاهب ومنشأ للعديد منها. وعدد أبرز الأديان والمذاهب الحية في العراق وهي: المسلمون (شيعة وسنة)، الصابئة، اليهود، المسيحيون، الزرادشت، الكاكائية، الايزيديون، البهائية.
وأوضح أن العلاقة بين أتباع الأديان والمذاهب في العراق اتسمت بحالة من التسامح لفترات طويلة بسبب التعددية الدينية والتداخل المهني والاجتماعي ووجود أنظمة تعاقب على الإساءة للأديان، مشيرا إلى أن الطائفية والتكاره بين أتباع الأديان والمذاهب في العراق حصل نتيجة الاستخدام السياسي والمصلحي للدين وصارت التوجهات الطائفية حاكمة في المشهد السياسي.
وقال الخيون أن اكثر المذاهب السنية انتشارا في العراق هو المذهب الحنفي الذي اتخذه الرشيد مذهبا رسميا للدولة ولكونه أكثر تسامحا وانفتاحا في العديد من الآراء الفقهية. وأعاد سبب تعدد مذاهب المسيحيين في العراق إلى الحملات التبشيرية للكنيسة الكاثوليكية التي استهدفت اتباع الكنيسة الشرقية النسطورية في العراق. وأشار إلى أن الايزيدية ديانة قديمة اختلطت بالصوف وواجه اتباعها ظروفا صعبة من القتل والتهجير وحمتهم الجبال، ويتمركزون حوالي الموصل.
وتداخل في الندوة سفير المملكة في الامارات العربية المتحدة الاستاذ تركي الدخيل، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية السابق الدكتور علي الدباغ واستاذ اللغة العربية الدكتور احمد المطرودي والدكتور تقي الفرج والدكتور تركي الشلاقي. واختتم المشرف على المنتدى الاستاذ جعفر الشايب الندوة بالتأكيد على أهمية دراسة تجارب المجتمعات الإسلامية وتاريخ مشددا على ضرور استخلاص الدروس والعبر من حالة التنوع والتعددية الدينية وتاكيد التسامح الديني في مجتمعاتنا العربية.