أعادتني جمعية تيسير الزواج ورعاية الأسرة (رعاية) بالأحساء في نهاية الأسبوع المنصرم إلى المبادرة المحببة إلى قلبي “التبرع بالدم” بعد انقطاع طويل دام لعقدين من الزمان ، وتشرفت بالشخوص إلى مقر الجمعية مساء يوم السبت وشاركت بحملة “الأحساء تتبرع” التي تنظمه تلك الجمعية الموقرة بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية بالأحساء ، فكان مساءً جميلاً يفوح بطيب الأنفس الذكية لأهالي الأحساء الطيبين ، وسرني ما رأيت من حراك وأداء وبذل وعطاء حتى بات المكان كخلية نخلة لا تهدأ ، فتذكرت على الفور مبادراتنا المماثلة في أقدس بقاع الأرض “مكة المكرمة” في مواسم الحج ، حين يسعى أهلها الكرام جاهدين لتقديم دمائهم هدايا لضيوف الله الكرام في بلد الله الحرام
وخلال الخطوات التي تسبق الوصول إلى كرسي المبادرة الطبي ، شعرت بأنني أقدم عملاً ايمانيا خالصا لوجه الله تعالى – أسأل الله ذلك – فكل الأمور أنجزت بسرعة وسلاسة وتجاوزت المحطة تلو الأخرى وفي مخيلتي أنني سأتوقف عند أحدها ويعلن المنظمون عدم ملاءمتي للتبرع بالدماء لظروفي الصحية الاعتيادية التي كانت حاجزا منذ 20 عاما للتبرع بالدم , وبلوغي من السن عتيه ، لكن قدر الله سهلت كل شي ووجدت نفسي جالسا على كرسي المبادرة بكل فخر واعتزاز وكان شعوري في تلك اللحظة لا يوصف ، وأتممت المبادرة نجاح ولله الحمد
وبعد الفراغ وإعادة التأهيل قبل مغادرة المكان طُلب مني تسجيل انطباعي في سجل الزوار الأنيق للجمعية ، فتوقف قلمي كثير ووجدت صعوبة لم أمر بها من قبل ، فكانت الكلمات متعثرة وقلمي يتوقف مرارا وأنا المحرر الذي تعودت على صف الحروف وتدوين النصوص المطولة في قوالب مرتبه لم أستطيع إكمال الكلمة المتواضعة في سجل الزوار ألا بصعوبة بالغة، كل هذا لانبهاري بما رأيت وسعادتي بما أنجزت
وعلى هامش المبادرة التقيت بذلك الرجل الراقي الذي تعلوا الابتسامة محياه ، وعرف نفسه بتواضع جم دون منصبه ، تدرون من هو..؟ ، إنه العزيز تركي التركي مدير عام الجمعية ، الذي قدم ببراعة موجزاً مركزاً عن أعمال الجمعية فزاد انبهاري ونال استحساني ، وما تحقق لهذا الجمعية الموقرة أنما بطيب أهالي الأحساء النجباء الخيريين ، فأعمالهم تبدأ بالبحث عن المستحقين والتوفيق بين راسين بالحلال ثم إعطائهم جرعة كافية من التوعية والتوجيه ، وفتح أبواب الحياة الكريمة أمامهم على مصراعيه ، وهذا عمل مجيد أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء ، فتحية إلى الزملاء الذين قاموا على ترتيب الزيارة ، فتحية مثلها لجمعية تيسير ورعاية الأسرة (رعاية) بالأحساء والقائمين عليها ، وتحية أخرى لأهالي الأحساء الطيبين النجباء لأنهم أعادوني إلى المبادرة المحببة إلى قلبي بعد انقطاع دام لعقدين من الزمان
pv03025@