في كثير من الصباحات الجميلة تتشارك معي صديقتي القارئة النهمة / ضحى المبارك بعض اقتباساتها مما تقرأ في السير والتاريخ والحديث وغيرها تصحبها بصور من ورد حديقتها وبعض من زهورها الفاتنة التي أعتقد بل وأجزم أنها تشاركها المتعة فيما تقرأ، وتجد فيما ترسله من الاقتباسات شيء كثير من الفائدة والإلهام، والجمال في تدبر ما يقصده الكاتب في سطوره بعذوبة ولذة لا يباريها شيء البتة، لله درها.
يقول د/ إبراهيم الفقي أننا علينا أن نقدر ونثمن ما نقرأه، ونبدي له اهتماما واسعاً لأن الكاتب قد لخص في كتابه تجاربه عبر الآلاف من المواقف والأحداث التي أنضجته في مرجل الحياة حتى جاءتنا تلك الخلاصة المفعمة بالحكمة.
في أحد المرات أهدتني الصديقة العزيزة / فاطمة الملا عدد من الكتب التاريخية النادرة بل والثمينة جداً، فلم أتمالك نفسي في قراءة أحدهم زهاء ثلاث ساعات متواصلة في رحلتي بالقطار من الأحساء إلى الدمام، فوجدت فيها متعة حقيقة، وجدت فيها محتوى قيم للغاية جعلني أواصل القراءة باستمتاع عالي، حتى لخصته بحماس لأختي رجاء التي تعشق هي الأخرى كتب التاريخ.
القراءة تجربة علاجية تنقلك من حيز الألم سواء أكان نفسي أو جسدي إلى ضفة المعافاة لكونها سياحة فكرية تنقلك من محطات محدودة في الحياة لأخرى واسعة، تدخل فيها معارك تارة، وتارة تبكي من أثر بعض قوة تلك العبارات، وأخرى تجعلك تنغمس في كينونة بعض السطور فتأسرك بقيد الكتاب حتى تنهيه وأنت غير مدرك لفضاء الوقت أو حيز المكان، بل الكثير من الأطباء النفسين ينصحون مرضاهم بقراءة الكتب، أو الاستماع لملخصاتها أن أردوا، فلربما عثروا على ضالتهم، فتهدأ أوجاع الحياة فيهم بل وتسكن للأبد أحيانا!
ذات مرة كنت أشاهد مقابلة تلفزيونية لوزيرة الثقافة الإماراتية التي كانت تقول إن فترة الصباح غير اعتيادية، حيث تستيقظ مبكرا بطقوس ممتلئة حيوية، تلهمها ليوم ممتلئ بإنتاج غزير، وذكرت في معرض حديثها أن طريق العمل تستمع فيها لملخص سبع كتب صوتية !!، وأن هذا قد أثرى تجربتها وابداعها.
القارئ وبالأخص النهم حتى عندما تمر به المعضلة يستطيع تجاوز المحنة بسلاسة لما يختزن في عقله من معلومات، تمده بحلول لتجاوزها بتوفيق الله، كما أن التجارب القرائية المميزة تضفي ملامح الهيبة والوقار والجمال لصاحبها فتجعله سلس في الكتابة والتدوين وفي ارتجال الخطابات لما يحظى بذخيرة حية في عقله.
كما أن استثمار المقروء من التجارب القرائية المثمرة والناجحة وتجعلك غير مكتفي فقط بالمعلومة بل بتجسيدها لواقع معاش، من خلال نقل مضامين الكتاب للناس عبر نشر الاقتباسات أو التدريب عليها أو غير ذلك، ولاتزال بعض المفاهيم حاضرة في ذهني أكررها كلما مررت بموقف واحتجت فيها لحضور في اللحظة.
كلما مررتم بوقت وشعرتم بالحاجة للذهن المتقد، فالقراءة في مجالك أو مجال تحبه وقود يحمسك للحياة ويشعرك بقيمتك ويوقظ شغفك لحياة أجمل وأجمل.
لتتعافى من كل ما يعتريك من احباط أو انهزامية نفسية أو مما يجعلك مفلس من الإنتاجية الحياتية فالقراءة او الاستماع لملخصات الكتب التي لا تتجاوز أحيانا السبع دقائق وبأساليب مشوقة ومثيرة تجعلك مستيقظ وتمدك بأفكار إبداعية تجعل لحياتك معنى، ولك قيمة أمام ذاتك والآخرين.. جرب وأنت الحكم.
كتابنا
> اقرأ.. تتعافى!
اقرأ.. تتعافى!
29/11/2020 3:51 م
اقرأ.. تتعافى!
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/144198/
التعليقات 1
1 pings
خليفة العيادة
29/11/2020 في 6:09 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله
على ما يذكر عن القراءة وما ينتج
عنها من فوائد جمة لا يمكن حصرها
ذكر الشيخ محمد الزغبي انه دبقرأ
في اليوم أكثر من جمسة عشر
ساعة مما جعله اذا تحدث عن نجدة
يبدع فيه
وفقكم الله لكل خير
طبتم وطاب ممساكم