خرج كعادته إلى دوامه بعد أن قضى إجازة ممتعة بين أهله وأقاربه وكانت هذه الإجازة مُميزة وحافله بأشياء جميلة تشد إنتباه كل من حضر، فهذا الرجل الذي أسميته بداية العنوان “رجل المواقف” نعم فأنه رجل مواقف بمعنى الكلمة، فهو يساعد من يحتاجه دوماً ولا يرد أياً كان حتى إذا على حساب راحته فبحكم عمله فأغلب الموظفين مغتربين عن ديارهم وهو في وجه المدفع، فكان يغطي عن من يذهب لزيارة أهله فهو يعرف معنى الغربة لأنه عاشها سابقاً سنوات عديدة فأصبح لديه شعور طاقي كيف أسعد من ذهب إلى زيارة أهله ولكن وللأسف لا يعلم أن زيادة الشيء عن طاقته ينقلب ضده، لقد دفعها من عمره.
فكالعادة الأهل ينتظرون دخلته فهو بشوش الوجه دائماً ويحب تناول وجبة الإفطار إذا تم تسليمه الصباح كالعادة، الأم والزوجة في انتظار من سيأتي ويجلب معه ما لذ وطاب، ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان بعد ساعة من التأخير، جاء توتر غريب ورجفة وكان البيت كله يهتز، رنة الهاتف كأنه جرس إنذار هز جميع أنحاء المنزل من المتصل رقم خارج الدولة، أخاه في شهر العسل وتم إيصال الخبر له، فقال أين انتم؟ بصوت منهمك .. ننتظر ما يريد قوله أبنكم ليس بخير.
ألم نقول لك انتبه لصحتك تذكرنا عندما يشتكي من ألم غريب يمسك مع رقبته لم يكن يعلم بأنه ضغط وليس لديه وقت للذهاب للمستشفى، أصحابه لم يهمهم ما به لأن في هذا الزمان الصاحب الطيب طيبته لا تكون في مصلحته، فهو في وقت استلامه من المفترض أن يكون معه موظف ثان فعندما سقط كان وحيداً مما أدى إلى انفجار شريان وزيادة النزيف.
لا أنكر بكاء تلك المدينة عند سماعهم بخبر وفاته
فكان صباح يوم الجمعة يوم مشرق وكانت جميع الطيور التي يطعمها تحلق فوق تلك المشفى تودع رجل المواقف فارق المكان وما زالت القلوب ترف بدعاء له .. وفي تودعيه موكب من أنواع الجنسيات رحمه الله .
التعليقات 1
1 pings
ABDULLAH Alsaeed
08/12/2020 في 8:30 ص[3] رابط التعليق
كلمات تداعب الفكر وسرد يثري القارئ هنيئا لكم بمثل هذه الكاتبات