حنان الوسمي 

بحضور نخبة من المثقفين ومسؤولي منظمات المجتمع المدني بعدد من الدول العربية كان لي شرف المشاركة في فعاليات حفل مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات 49 تحت شعار الإمارات في عيون العالم، والذي أقيم برعاية وحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة المؤسسات وحضور الشيخة موزة بنت محمد بن خالد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسات.
وفي ذلك الحفل الرائع منحت جمعية فرسان السلام سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان جائزة شخصية عام 2020، وهي جائزة مستحقة نظير جهود مستمرة من أجل سلام العالم ونشر ثقافته في مختلف المجتمعات بداية من أرض السلام والتسامح دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ما أكدته سموها في كلمتها بإشارتها إلى أن “الإمارات تقدم نموذجا متفردا في التعايش والسلام بين ثقافات متباينة ومتعددة، فعلى هذه الأرض التي تفتح قلبها للجميع بلا تمييز ولا تقسيم، فالجميع هنا له مكان وصاغت الدولة القيم المجتمعية التي ترسخت في القيم المجتمعية للإماراتيين في قوانين تمثل الحاكم الأول للعلاقة ما بين كافة تلك الثقافات والأديان؛ فلولا ذلك الرسوخ المجتمعي للتسامح في قيم شعب الإمارات ما استطاع أن يستوعب ويحتضن أكثر من 200 جنسية بتباينات ثقافاتهم وأديانهم فالكل يحيا في سلام وأمن وطمأنينة”.
وللحقيقة فإن جهود سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان لا تخفى على أحد، خاصة في إشاعة ثقافة المحبة والسلام والتسامح وبذل الخير للمجتمعات، وذلك ما برز وضوح خلال التعامل الواسع مع جائحة فيروس كورونا، فهي إلى جانب دورها المجتمعي والوطني الرائد والمكثف لها أدوار معرفية عالية القيمة التي تقدم من خلالها رؤية متقدمة تواكب عبرها متطلبات التنمية الاجتماعية وفقا لأحدث نظم تطور المجتمعات، لذلك ومن خل مجلسها المعرفي فإنها تشعل نار تلك المعرفة وتمنح مسارات العلم الكثير من الإضاءات التي تضيف لواقعنا الاجتماعي والثقافي.
تقدم سمو الشيخة الدكتورة شما تجربة معرفية ومجتمعية وتنموية راقية وحيوية، فهي مشغولة بذلك الوطن الذي يملأ وجدانها ويتدفق حبا وأملا وعملا، وهو أمر تعكسه في كل ما تكتبه أو تتحدث به، وكثير من إنتاجها الثقافي والفكري يعكس تلك المحبة والرؤية الوطنية التي تترجمها إلى واقع تسهم من خلاله في بناء وطنها والعمل مع أبنائه يدا بيد من أجل نهضته وتطوره.
ولمثل تلك الجهود والأدوار المهمة فإن سموها أكثر جدارة بحصد الأوسمة والتكريم، وفي مسيرتها الكثير من ذلك الذي يؤكد علو كعبها وريادتها المعرفية والمجتمعية والثقافية التي أسهمت في تقديم نموذج رفيع ومتقدم للمرأة المفكرة والمبدعة والمثقفة التي تملك ناصية البيان والفكر الثاقب والرؤية السديدة والمعرفة الواسعة والرزينة، فهي ليست نموذج للإمارات وحسب وإنما لكل امرأة عربية ومسلمة بل لنساء العالم الرائدات اللاتي يملكن الأفق وسعة الإدراك، ويضفن الكثير من القيم للتنمية الإنسانية والبشرية.