المُتتبع لبيتنا الثقافي ومجلسنا الديني، وسطحنا الاجتماعي، (وبراحاتنا) الأسرية، لابد له أن يتوقف عند بعض هذه الأمراض التي خلت الصيدليات من عقاقير علاجها، والمثيرة لأتربة التشتت وغبار التعجب:
ــ فلماذا ازدادت حالات العدوى فيما بينهم؛ والتي جعلت من بعضهم يعيش (مقلب) في حضوري وكلامي ورأيي وتصويري “إعطاء شرعية” للآخر؟!
ــ لماذا تفشت حالة الإقصاء والمجاملة وربما الكذب فيما بينهم؛ وكأن كل واحدٍ منهم صاحب المكانة؛ وحين تتحد مصالحهم ومآربهم تجد كل واحدٍ منهم يمدح الآخر بمقدار (الدسم)؛ ويزيد على ذلك بإطعام هذا للآخر (بالمنگولة) على مأدبة تجمع أياديهم وألسنتهم؟!
ــ لماذا تشحذ الهمم بإسقاط كل واحد منهم للآخر؛ وساعة موت أحدهم يحضر صلاة جنازته ودفنه وتعزيته ومدحه؟!
ــ لماذا يُطنب هذا لذاك بالأفعال التي يأولها (بعضهم) لمراده؛ ويُستدل على إثرها بآياتٍ محكمات؟!
ــ لماذا يُعبئ/ يشحن هذا رواده بأقنعة التبعية العمياء؛ فوق نبرة مقامات الحزن والمقالات؛ ويستدل ذاك بجواده على أصوات الغيبة والقصص والخزعبلات؟!
ــ ولماذا المُتشنج منهم حينما يصحو من سُباته يُصبح أكثر وعياً وسكينة وسخرية؛ وعلام المتعلم الجاهل منهم حينما يُفند خُطواته يزيد رعونةً بالتشدد واستدرار الأقوال والأحلام العاطفية؟!
ما جعلني أتوقف هنا، لاختلاف أصدقائي الثلاثة ليلة البارحة ساعة التمرين والمشي.. فهل من مُدعٍ بالنكران للذي يحصل في بيتي ومنزلك؛ أم سيأتي التبرير في دوائر مفرغة؟