أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» عن اختيار الأمير خالد الفيصل مستشارِ خادم الحرمين الشريفين أميرِ منطقة مكة المكرمة ليكون «شخصيةً للمؤتمر» الذي تنظمه بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
وأعرب سموه الكريم في كلمته خلال المؤتمر عن سعادته بذلك قائلًا: «شرفني الله، ثم خادم الحرمين الشريفين بخدمة البيت الأمين، فوهبت حياتي لخدمة لغة القرآن والمسلمين في هذا الزمان والمكان، كيف لا وهي قمة البيان وهوية الإنسان، ثم كرمتني منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة بالرباط، فشكرًا لمن كرموني، وشكرًا لمن رشحوني، ونعمًا لمَن أيدوني».
ويسعى المؤتمر لتطوير اللغة العربية، وتيسير مواكبتها للتغيرات والمستجدات التربوية والتكنولوجية والعلمية والمعرفية، وفتح قنوات اتصال بين المجامع اللغوية والمراكز البحثية، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الدولية، وتنسيق الجهود بينها، وتبادل الخبرات فيما يتصل بخدمة اللغة العربية، وتعلمها وتعليمها.
ولا يخفى على الجميع دور سموه الكريم في العام الماضي 1441هـ عندما افتتح الدورة الرابعة لملتقى مكة الثقافي (كيف نكون قدوة بلغة القرآن؟) بعبارات قليلة المبنى كثيرة المعنى، فقال مفتتحًا ببسم الله الرحمن الرحيم، ثم الصلاة على النبي الهاشمي العدناني محمد صلى الله عليه وسلم موجزًا بالقول: ((اللغة تغترب، والعرب تحترب، والسعودية تلتزم يما يجب) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضحًا وقاصدًا ما نحن عليه اليوم، والحال الذي تعيشه الأمة، كلمات وإن كانت يسيرة، ولكن تحمل في طياتها موضوعاتٍ كبيرةً، ومعانيَ كثيرةً أتت على المحك ابتدًا بلغة الضاد، وما وصلت إليه شعوبنا العربية، وانتهاءً بما قامت عليه هذه البلاد المباركة شرعةً ومنهاجًا، فإن شئت سطرت موضوعاتٍ وكتبًا وبحوثًا، وقد سطرت من قبل.
ولا يخفى على الجميع ما تقدمه هذه البلاد منذ تأسيسها في خدمة الدين واللغة العربية؛ بإنشاء الكليات المتخصصة، والمنح الدراسية لغير الناطقين بالعربية، واحتضان المجامع وغيرها من المناقب التي لا تعد ولا تحصى.
وقد دعا سموه الكريم كل مواطن للإسهام في المشروع الثقافي والفكري «كيف نكون قدوة»، والقيام بدوره في ذلك، مبينًا أن المشروع يستهدف رب الأسرة، والمعلم، وإمامَ وخطيبَ المسجدِ، والمسؤول كلٌّ في قطاعه.
فكان واجبًا على كل مَن يسكن هذه البلاد المباركة أن يكون قدوة بلغة القرآن في تخاطبه للناس، قال تعالى في كتابه العزيز {بلسان عربي مبين}، كذلك بلَّغَه صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وبلغوه مِن بعده إلى يومنا هذا. عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، وباللغة تسود الأمم، وقد ركز الملتقى على السعي لبناء إنسان قوي، يعتز بلغته ووطنه ودينه، وتحقيق استخدام اللغة العربية في كافة مناحي الحياة، وتعزيز قيمة اللغة العربية واستخداماتها، وتحفيز النشء وتعويدهم على استخدام اللغة العربية ومفرداتها، وإشراك الأسرة في دعم النشء للتفاعل مع المبادرات وخلق نمط اجتماعي أساسه اللغة العربية.
وبسبب الجائحة توقفت بعض المبادرات، ولعل هذه المناسبة تكون حافزا لاستكمال مبادرات (كيف نكون قدوة بلغة القران) دعمًا للغة العربية.