على مر تاريخ الديوان الملكي مر رجال كثيرون على قيادته والتشرف بإدارة أعماله على الوجه الأكمل، وقد بذلوا الغالي من أجل خدمة ملوك هذه البلاد الغالية، وقدموا جهدا كبيرا يتناسب مع هذا الشرف العالي، ولعلنا في المرحلة التاريخية الحالية يحظى الديوان الملكي برئيس توفرت له كل إمكانات وقدرات وخصال وسمات الرئيس الذي يؤدي عملا كثيفا يرتكز إلى الخبرة وحسن الإدارة والمهارات العالية والعلمية فيمثل هذه الأعمال.
تلك الرئاسة التي أحدثت التحول التاريخي في أعمال الديوان مع صدور الأمر الملكي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في أغسطس 2019م بتعيين معالي الأستاذ فهد بن محمد بن صالح العيسى رئيسا للديوان الملكي بمرتبة وزير، وهو تعيين جاء من صميم العديد من المعطيات التي تتوفر بهذه القامة والكفاءة الوطنية التي في محصلتها التراكمية عبر سنوات خبراتها العديد من الإنجازات العلمية والعملية، فهو موسوعة معرفية وعلمية إذ في رصيده عددا كبيرا من البحوث والدراسات والاستشارات.
لا يتسع المقام لذكر جميع لمنجزات العلمية والخبرات الواسعة لمعالي الأستاذ العيسى فهو علم في رأسه نار، وحين يكون الإداري والقيادي بما يمتلكه شخصه فهو حينها يصبح مفكرا بمرتبة إداري وقيادي، وهو والتفوق صنوان، وله في ذلك شهادات وأوسمة في العمل الوطني الممتاز، والذي يستمر عليه بكل الكفاءة والجدارة والاستحقاق، ما يجعله رصيدا وطنيا عالي القيمة بما يكتنزه معاليه من سيرة ومسيرة تعكس كل جوانب التميز والإبداع والعمل الذي يفتح الآفاق لأجيال الممارسة البروتوكولية والإدارية في العمل الوطني.
إنه قامة فريدة، ونموذج ملهم وثري بالخبرة والكفاءة التي جاءت نتيجة لعمل مستمر وشاق في السياق المعرفي الذي تنوّع وتعدد بما يؤهله لأن يكون شخصا عبقريا يملك عقلا بارعا، واسع الإدراك، غزير العلوم يفتح المجال أمامه ليرى أبعد ويمتد برؤيته وبصيرته ليغوص في أعماق التميز والنجاح في كل عمل تم تكليفه به وذلك ما أثبتته خبراته حين عمل باحثا قانونيا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ثم مستشارا قانونيا في الهيئة، ومستشارا متعاونا مع الديوان الملكي، ثم تكليفه مديرا عامّا لمكتب وزير الدفاع، إلى صدور الأمر الملكي بتعيينه مديرا لمكتب سمو وزير الدفاع بالمرتبة الممتازة.
تلك أمانات عظيمة، وأدوار كبيرة لا يحظى بها إلا الصادقون الأوفياء، والكرام الذين يدركون حجم الثقة الغالية التي ينالونها في هذه المقامات التي تحتاج رجال مثل معالي الأستاذ العيسى فيؤدونها على أكمل وجوهها، ويعمل بكل صدق وإخلاص وتفان، ويقدمون أروع أمثلة العطاء والعمل الاستثنائي.
وتلك الثقة في حقيقتها امتداد لأعمال مهمة في خدمة وطننا وقيادتنا، ولم تأت إلا من تشكيل عميق ومتين لعناصر كفاءة قائمة على القاعدة العلمية والمعرفية والثقافية، والخبرات الإدارية التراكمية، وتعدد المجالات التي عمل فيها، إلى جانب الخصال الشخصية بما فيها من إخلاص ووفاء وحسن سيرة وصدق سريرة، وعطاء وتفان، ورؤية سديدة، ورأي حصيف، وحكمة تتدفق من خبرات السنين والثقافة الواسعة.
ذلك هو معالي الأستاذ العيسى في أبسط صوره وأكثرها وضوحا وهو يقود أحد أشرف وأنبل أعمال الخدمة الوطنية لدى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله ورعاه”، وها نحن نرى أحد أجمل سير الأداء الرائع والراقي في الديوان الملكي حيث يمضي دولاب العمل بأفضل نظم الإدارة وتقنياتها العصرية المتقدمة التي تواكب التطور في مثل هذه الأعمال الحيوية والتي تعكس كريم خصالنا المجتمعية والوطنية للعالم أجمع، بكل وضوح ورقي وجمال.