يلعب توازن القوة بين التفكير العقلاني والتفكير العاطفي دوراً كبيراً في صياغة قراراتك اليومية بغض النظر عن الطريقة التي تفكر بها فالحياة مليئة بالخيارات الصعبة، في كل لحظة من لحظات حياتنا نتخذ القرارات منها ما يكون بسيط ومن صميم يوميات الحياة ومنها ما تكون قرارات تحدد مسار حياتنا ونجاحاتنا، ونسعي دائماً على الاعتماد على الحكمة والمنطق والعقل في اتخاذ قراراتنا الا أن العاطفة في إصدار قرارات مضاد لها، فالعقل والقلب يؤثران دوماً في شخصياتنا، وغالباً ما نجد أنفسنا في حيرة بين هذا وذاك، فإما تغلبنا العاطفة أو نحكم عقولنا، أن تفضيل العقل على العاطفة أمر مطلوب لكن هذا لا يعني أننا لا نستعمل العاطفة وأحياناً نحتاج عاطفتنا في بعض الأمور التي لا يمكن للعقل أن يحددها والإنسان في كثير من الأوقات يغلب القلب على العقل، أن القلب والعقل هما الضدين المتكاملين والأمر السليم أن نعرف كيف نوازن بينهما ويعتمد ذلك على تنوع الشخصيات وطبائع البشر حيث أن اختلاف القلب والعقل يكون فطرياً في بعض الأحيان وفي كثير منها يكون تابعاً لطبائع الشخص، يقدم كل من المنطق والعاطفة خدمات ثمينة لنا حيث يوفران طريقتين مختلفتين من المعرفة التي تقود المرء إلى صنع القرار ومن الصعب تقييم الأهمية النسبية لما نفكر به مقابل ما نشعر به، أن العديد منا يتعاملون مع التفكير العاطفي على أنه العائق أمام اتخاذ القرارات الصائبة ولا نثق إلا في العقل وذلك بسبب أنه غالبًا ما تتأثر قراراتنا باستجاباتنا العاطفية يقول سلفان تومكينز” إن العاطفة دون إدراك ستكون عمياء والإدراك دون عاطفة سيكون ضعيفًا وبالتالي يمنح الإدراك العاطفة العمياء بصيرة، وتمنح العاطفة العقل قوة”، يعيش الإنسان حالة من الصراع بين العقل وبين العاطفة، مما شكل صراعا بين ما هو قائم على العقل والمنطق وبين ما هو قائم على العاطفة والعمل على إيجاد نوع من التوازن بينهما من الأمور الهامة بحيث لا يطغى جانب على آخر فالتوازن بين العقل والعاطفة أساس توازن الشخصية ونضجها وكلما تقدم الأنسان في العمر أستطاع أن يحقق ذلك التوازن بشكل قوى نتيجة الخبرات وتراكمها التي يجنيها أثناء احتكاكه بالواقع وكون العقل والعاطفة شيئين متقابلين مما يجعل حدوث شيء من الأخذ والرد بينهما أمر طبيعي فالاحتفاظ بقرارات مفتوحة في رؤيتنا للأشياء أمر مطلوب وترك خط رجعة مطلب مما ينعكس إيجابيا على قراراتنا، أن العواطف في حياتنا تعد جزء مهم من توازن الشخصية لكن من المهم أن ألا نجعلها تسيطر على عقولنا فتتحكم بنا وبالتالي تختطف قراراتها وأحكامه وكذلك من المهم أن لا نفقدها حينها سوف نفتقد أداة مهمة من أدوات التواصل فمعرفة طريقة التعامل مع التفكير العاطفي بأن نروّي عواطفنا الخير ونرعاها باستمرار لتبقى نشطة ومتفاعلة أن البحث عن التوازن والاعتدال والمنطقية لا يتحقق الا من خلال صناعة شخصية ناضجة تحقق المعادلة الصعبة بين العقل والعاطفة.
بقلم | بندر عبد الرزاق مال
باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضوية جمعية الإنظمة السعودية جامعة الملك سعود
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com