سبحان من أنبت الورد أمامنا وحرسه بالأشواك.. فالعقول الجميلة كحدائق الجوري، وباسقات البلح، وأغصان الرمان..
..دوماً وأبداً منذ أن خلق الله الخليقة بث فيهم وفينا نفحات دينك معاملتك..
لذا، كلما أذعنا بالتدبر، وشاهدنا بالتأمل للقرآن الكريم والذكر القويم.. بقصصه وحيثياته من تشريعات، وتخويف، وتهويل، وجنة، ودقة لكل مراحل وجودنا ولمن قبلنا.. تتجلى لأبصارنا وفهمنا وأمامنا وقدامنا نواحينا السلوكية بالجزاء والثواب.. وإلا ما الذي جعل هذا الحديث يعيش الغربة فيما بيننا؛ والذي يتضمن كل باب ومآب في: “الدين المعاملة”؟!
فإذا كانت رسالة السماء “الدين المعاملة”، ما حال من (يمصع أصابيعه) في الوضوء؛ وما بين طيات لسانه الكذب (بقرش وقرشين)؛ وأعينه (تلولح كأنها تيلتين يلعبون في صحن صين)؟!
نعم، الحياة رسالة بالمبادئ والقيم الحقة، ومصاديق هذه المعاملة يتبختر، ويوثق، ويتضح، ويظهر، في ذكر من مات، وما زال الجميع يتلوه بالرحمة والخير!
على كلٍّ أيها الأحبة، مفاتيح الأجر والثواب بسيطة جداً جداً.. “فالابتسامة صدقة”، وإزاحة الأذى مثوبة، ومشاركة الناس حديقة وجنة، فما بالك بالذي أودع وجدانه وفكره بأرواح من يعيشون بعده كأولاده وبناته وأصحابه بمجامر المديح؟!
حقيقة يضحكني من يتكئ على على طيبة جده، وكرم والده، ونقاء أمه، وهو (جحلوط) من جماعة (حك جدره واحرق قدره)؛ على متمة: “اللي ياخذ أمنه يصير عمنه”، (وطوطح الناس بالمديح والتميلق، وثبت حيلك على صواني الدسم وترزز العزايم)!
ــ فالبعض منا مع الأسف كل يوم (طالع لك بفنتق) الروحاني بكلامه، (وجدر البليلة اللي على راسه يخر فوق المحركة)!
ــ والبعض منا يسابق المرثون يذهابه للمآتم والمساجد، حتى أنه يغزل الهواء بحديثه واستشهاده، وساعة ما (تنفتق وتفتل الدواشق) تبين العجائب؛ وكأنه قاعد يقيم الزيادة في بطاقة الأداء نهاية السنة بالمكياج وألوان المناكير!
ــ والبعض منا يعيش بين أروقة وسائل التواصل الاجتماعي (يهز خصره ويربط لك حجره) .. على مائدة (مثل ما مدحتك امدحني عاد)، (وكثر الكركم والهيل بالتعقيب يا بعدي)، (ولا تنسى اللفوده والدبق تغسله عقب ما ترقص لي وأصفق لك بالطنطنة بين نون النسوة والمذكر السالم)!
ــ والبعض منا كلما (طبع جدار مُريده من سعابيل ورياري الرطوبة سوى له جلسة) على رواية أهل البناء السوابق من جيراني وأعمامي: (تره حياتنا ساف سافين، ودفانه ما بين شبرين)!
ــ والبعض منا كأنه (سيارة ددسن قديمة ما تصخن بالسرعة في الشتاء وتنوتع في بداية الممشى بالقير والكلچ).. وما بين الأبواق والطبول (يطق أصبع، ويرومش بالزفنة)!
ــ والبعض منا رمم (جصته وعرف قدوته)، (ودبس التمر ما يزلّه الهماچ يا ولد أهليه في الختام)!