في يوم ما وساعة ما حينما يواري جثمانك التراب عندها يتذكر كل أصحابك وأحبابك ومن تمنيت قربهم ومن ابتعد عنك من أهلك ومن نظر إليك باحتقار ومن لا يرونك شيئا في الحياة وكل من خذلوك وأنت في أمس الحاجة إليهم ومن رآك تبكي قهرا وتعصر ألما ولم يربت على كتفيك ولو بكلمات بسيطة لعلها تعود إليك الحياة من جديد فجميع هؤلاء حينما يواربك التراب وتذهب لرب العباد سيسردون قصصك في الواقع وتصبح أروع من كان وأفضل وأجود مخلوق على الأرض وربما برهة من الزمن تعلو مكان الأنبياء والمصطفين عنئذ لا ينفع الكلام ولا الإطراء حتى أن الميت نفسه في حال غير الحال …لما هذا الواقع المؤلم وحينما تكون حيا ترزق معهم لا ترى أي اهتمام أو مواساة الآن أقول لمجتمع غريب يفتقد لروح المواساة وليس لديه أي جبر للخواطر ان المديح بعد الوفاة أو المحبة أو ذكر محاسن الميت جميعها لا تجدي نفعا فلا المديح يعيد الحياة ولا المحبة تحي روحا قد انتقلت إلى خالقها أو ذكر إحسان لميت يجبر كسرا أو جروحا وجدها في حياته ، قد انتقلت روحي إلى خالقها فهو سيجبر كسرها ويلقي عليها محبته سيعتني بها جيدا ويدللها لما لا وقد كان أقرب لها في حياتها من أي شخص آخر بالتأكيد سيلطف بها عندما تنتقل إليه إلى أن تقوم الساعة وأقول للأرواح التي لا تزال على الأرض اعتنوا ببعضكم جيدا قبل فوات الأوان فإن المحبة تزيد حينما نتبادلها جميعا وبلا شك يندثر الحقد والبغض بين الناس وذكر محاسن الغير وهم على قيد الحياة أفضل بكثير من ذكرها بعد فوات الأوان
وأخيرا أقول للأرواح التي تعيش على سطح الأرض تحملي جيدا فليس كل روح تريد لكي السعادة لك أي شخص آخر