تنحّيةُ هوية : أن تكون مسلمًا وعربيًا في آنٍ معًا،فهو ذاك جماع الفخر الذي لن يُهديك الزمان مثله ولا ناصيفه حتّى..
أمّتين سطّرتا التاريخ بعطر رقراق ، سرت نسماته وعبّقت المعمورة ..
جيلٌ بعد جيل،تناسى بنو العظيمتين عاداتهم وأُسس ثقافتهم.
وإذا هم يبحرون في محيطات ماليس من عُرفهم في شيء، فتاهت أرواحهم عندئذٍ في غياهب الغُربة..
هام القوم على وجوههم ، وماعاد لحضارتهم لون تُعرف به ، ونحّوا هويتهم الجامعة للجمال والأصالة جانبًا..
نعم أحبتي..
نحن قوم انسخلنا من وطنيةٍ إسلامية وعرببة، ورحنا نلهث خلف وهم نراه بأمِّ أعيننا زائفًا، ومع هذا لا شيء يوقف مسيرنا..!!
أوَ لا يجدر بنا أن نحتفل بتاريخ فتح مكة، وتطهيرها من الوثنية والشرك ؟
أو بانتصار المسلمين في أوّل معركة بحرية بقيادة الصحابي البطل المقدام عبد الله بن أبي السرح رضوان الله عليه ؟
وانتصار طارق بن زياد، ألَا يجدر به أن يُحتفل به في كلِّ عام مرّة أو مرتين ؟
تركنا التاريخ الذي لايصدأ ، ورجالاتٍ وأحداث عظام بفضل الله ثم بهم سُدنا يومًا ، ورُحنا متعطّشين نبحث عن جديد لايشبهنا..
أيُّ منطق هذا الذي نتبعه ؟
وإذا ما أتينا (للعاطفة الجيَّاشة)، وهي التي كان الأسبوع الموشكِ على الانصرام مفعمًا بها ( كذبًا واصطناعًا )، فإنّ معينها الذي ما نضب يومًا كان المشريقون المرهفة أحاسيسهم فضلُ سقايته للعالمين..
فأي بني أُمَّتيَّ:
حبّذا لو نُحيي أمجادنا وتواريخنا المشرّفة، فهو خير لنا من إقحام أنفسنا في تُرَّهاتٍ لا قيمة لها…