قال تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) رسالة الحق لنا أن نكون بهذا المستوى من الطاعة والعبودية وإتباع تعاليم الإسلام .. ولكن هناك سؤال يتردد في ذهن الكثير من الناس وفي عقولهم بما إننا مسلمون وفي دول إسلامية ونطبق الأحكام ونتعبد الله ليل نهار فلماذا لا نرى أثر الإلتزام بتعاليم الدين كما نرى تخبط في سلوكيات الناس وتصرفاتهم خاصة وأن الأمور تسير نحو الأسوأ والأخطر فيما نرى من نتائج سلبية بالذات في مسألة التدين والتطبيق.
في البداية يجب أن نعلم أن هذه المسألة وهذه الإشكالية ليست في المجتمع الإسلامي وحده بل هي موجودة في أغلب المجتمعات والشعوب وعلى اختلاف دياناتهم فحتى المسيحيين والنصارى والبوذيين يعانون من هذه المشكلة ومنذ القدم ويكفي أن نسمع ما يقول علمائهم ومفكريهم ولكن هذا الأمر لا يعنينا بل ما يعنينا هي مشكلتنا نحن المسلمون فعلينا أن نلتزم بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ونطبقها وسبحانه خاطب نبيه الأكرم ص فقال {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} .
إذاً المسألة هي دينية وأخلاقية أكثر منها طائفية أو تخص فئة معينة ولكي نركز أكثر فإننا بلا شك مجتمع متدين لا خلاف على ذلك ولكن المشكلة في الأفراد وعدم تطبيق كثير من أحكام الدين حتى أصبح تدين البعض شكلي وصوري والمسألة لها عدة أسباب من أهمها: ضعف الوازع الديني لدى الفرد – الغفلة عن الآخرة – واتباع الهوى – وطول الأمل في الدنيا – ومغريات الحياة الدنيوية – والإعلام وتأثيره على الفرد والمجتمع .
وأسباب أخرى كثيرة تختلف من مجتمع لآخر كتأثير السفر ، وقرين السوء وفي الحديث الشريف (لا تسأل عن المرء واسأل عن قرينه)
والآن أصبحت مشكلة التدين تمثل هم وقلق كبير لأفراد المجتمع بسبب الآثار السلبية التي وجدت عند الكثير ففي الوقت الذي يتجه كل منا للمسجد للعبادة ترى لدينا مشكلة كبيرة في التعامل مع بعضنا وفي بر الوالدين وعدم تقديرهما كما تشاهد القطيعة بين الأرحام والإخوان وترى هجر الأخ لأخيه والصديق لصديقه والاستهتار بالحجاب وعدم الستر، ثم انتقلت الأمور لما هو أخطر من ذلك .. وانتشرت بين أفراد المجتمع أسوء الصفات كالغيبة والنميمة والكذب والبهتان والحقد وسوء الظن وسوء الأخلاق منتشرة بشكل كبير بين أفراد المجتمع وحتى على مستوى الإخوان والأشقاء لم يسلم أحد منها فأصبح المجتمع هزيل وغير متكاتف هش الروابط ضعيف الإيمان طغت فيه المصلحة الشخصية على كل المبادىء والقيم، ولذلك ليس هناك من حل لهذه المشكلة إلا بالعودة إلى ديننا الإسلامي وتدبر أحكامه وذكر الله تعالى في كل شيء وعلى أية حال ومحاولة التصحيح لكل ما يسيء للفرد والمجتمع ،ونشر روح الصفح والتسامح والمحبة ، والإخاء بين الناس لينعم المجتمع بحياة طيبة كريمة بأخلاق النبي صلى الله وآله وصحبه الكرام كما قال تعالى في كتابه
{لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
وقال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } أي هي العبادة الحقة التي أرادها الله تعالى لخلقه وليس كما يراها الناس .