ما اجمل أن يستشعر الانسان أن من ينتقده يهدف إلى اصلاح أو نصيحة أو توجيه.
وما أجمل أن يكون الناقد هدفه بناءً يهدف إلى اصلاح المجتمع لا إلى أهداف شخصية تصل فيها الإساءة بالشخص نفسه وليس انتقادا لعمله.
فما نراه في مجتمعنا الآن يتجاوز الحدود في النقد وتحول من نقد بنّاء إلى هدّام يسعى الناقد من خلاله إلى تصيد الاخطاء والإساءة بهدف الحقد والحسد لنجاحات الأخرين وليس لتصحيح الاخطاء وتحويلها من سلبية إلى إيجابية ، فالنقد الهدّام يؤدي إلى الكراهية ويبث الشحناء في النفوس البشرية وهذا ما نشاهده للأسف في مواقع التواصل الإجتماعي والبرامج التلفزيونية والإذاعية الجميع متعصب لرأيه يريد أن يكون هو الصح دون احترام لأراء الأخرين وإن كان يدرك أن نقده مخالف للصواب.
فالواجب علينا أن يكون نقدنا بنّاءً يهدف لبناء المجتمع بطريقة صحيحة والإشادة بكل عمل ايجابي وإن كان مخالفا لرأيك والتنبية والنصح للأعمال السلبية لتصحيحها وتلافيها ومعالجتها حتى يصبح مجتمعنا متماسك يدعوا إلى الحيادية وإلى احترام أراء الأخرين
كما ينبغي مد جسور الثقة والحوار والشفافية وأن تكون برامجنا هادفة يستفيد منها المتلقي
وهنا اشير أيضا إلى أمانة القلم التي تمنح الكاتب والصحفي والإعلامي مزيدا من الثقة فيما يكتب بكل مصداقية واخلاص لا يسعى للسبق الصحفي على حساب صحة المعلومة والتي ينتظرها هذا المتلقي.
وختامًا فلنجعل هذه الأية نصب أعيننا عندما ننتقد أو نسيئ لبعضنا البعض …
قال تعالي( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) …