جميع الدول تولى اهتماما كبيراً بالشباب والخريجين وتقدم لهم البرامج التدريبية والعناية بهم ويحق لها ذلك فهم سواعد المستقبل وعدة الأمة ، ويجب الاهتمام بهم ليكملوا مسيرة من سبقوهم في قيادة السفينة والمحافظة على مكتسبات الوطن . ولكن أيضا يجب أن ﻻ ننسى من قاموا ببناء سفينة الوطن وقادوها في بحر لُجّي تغشاه أمواج التجاذبات السياسية والأيديولوجية في زمن كان فيها الإنسان هو الآلة التي تقوم بعمل كل شيء وليس التكنولوجيا والتقنية .
أيها المتقاعد لقد اقتضت سنة الحياة أن يسلم القبطان دفة السفينة لمن يخلفه فلا تحزن ، قد كرست حياتك لخدمة الوطن وخدمة كل من وطأت قدماه أرض الوطن ، وهو شرف ﻻ يعادله شرف كيف ﻻ وأنت من خدم بلاد الحرمين بكل تفاني وإخلاص فطوبى لك .
عندما يوشك الموظف أن يصل إلى خط النهاية في مضمار الوظيفة تأتيه النصائح من كل حدبٍ وصوب بأن عليه أن يفكر بعمق شديد كيف يقضي وقته بعد التقاعد ، وأنه يجب عليه أن يبحث عن عمل آخر حتى لو كان بسيطاً لإضاعة الوقت وكسب المال لتحسين دخله للتغلب على متطلبات الحياة ، حتى وإن كانت تلك النصائح صحيحة فهي ليست صوابا في مجملها إﻻ في حالة الحاجة الشديدة لزيادة الدخل لظروفٍ خاصة ، والصواب أنه يجب على المتقاعد أن يراجع حساباته لمعرفة نواحي التقصير في حياته ﻻتمامها على أكمل وجه وعليه أن يتجه إلى بناء اﻻخرة بعد أن أمضى وقتاً طويلاً في بناء الدنيا وعليه أن ﻻ يعود إلى للانخراط في عجلة الحياة المتسارعة فربما يسقط منها لأنه لم يعتاد على سرعتها أو طريقة عملها بالنظام الجديد .
نداءً عاجلاً وأجلاً لكل مسؤول ما زال على رأس العمل .
نحيطكم علماً أنكم قد أنكم مقاعدنا في المدارس والجامعات عندما انتقلنا للعمل واحتللتم أماكننا في العمل بعد أن تقاعدنا وسوف تغادرون يوما ما كما غادرنا ولن يبقى إﻻ الأثر . فاجعلوا لكم أثراً طيباً عند الله وعند البشر.
لقد أفنينا نحن المتقاعدون جزءاً كبيراً من أعمارنا لعمارة هذا الوطن فارحموا عزيز قوم زل – نعم زل وليس ذل يعني مر من هنا وترك أثر – لم يعد يسعدنا كلامكم الجميل وأشعاركم التي قيلت في المتقاعدين والتي ﻻ تسمن وﻻ تغني من جوع أو برد أو حاجة . ما يغنينا هو قليلاً من التقدير وكثيراً من الخصومات والتي يجب ﻻ تقل عن ٥٠% في جميع الجهات الحكومية واﻻهلية بشكل عام وجميع وسائل النقل ووزارة السياحة وهيئة الترفيه بشكل خاص حتى يتسنى لنا التنقل داخل شرايين هذا الوطن وبين أطرافه لرؤية ما تم إنجازه على أرض الوطن فذاكرتنا لم تسجل الكثير عن الوطن ولم ترى أعيننا كثيرا من إنجازات المناطق والمدن البعيدة . نأمل إيصاله لمن يهمه اﻻمور قبل أن ندفن تحت الإنجازات التي لم نراها وقد ساهمنا في صناعتها .