بالأمس كنا على مشارف شهر رمضان، وحلَّ ما حلَّ، وصار ما صار! أغلقت البلاد، وتضرر العِباد، وفرض حظر التجوال، نتابع الأمور خلف الشاشات عبر القنوات ووسائل التواصل، نتفقد الأهل والأحباب، وما زالت الصلاة في الدور والبيوت، ويعم الليل السكون والهدوء، إلا مِن مصرح مضطر، أو رجل أمن قائمٍ بعمله مهتم.
كم من عزيز فقدنا! ومحبٍّ ودعنا، وقريبٍ رحل عنا! هي سنة الحياة، فلا دوام، ولا خلود، كلنا راحلون.
تسارعت الأيام والشهور، وانصرم العام، وتلاه عام في عجلة الزمان، وها هو اليوم رمضان على الأبواب بعدما انتصف شعبان، ودخل ثلثه الأخير في جريان؛ فالحمد لله على زوال هَمِّ الحظر، ووجود اللقاح، وبركة الصلاة في المساجد، وأداء المناسك.
شهر رمضان شهر الخيرات؛ قال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ}.
ما أجملَه من شهر! يمر سريعاً؛ فلنغتنم كل ثانية ودقيقةٍ وساعة، ونشمر من الآن، ونستعد لجني الحسنات في موسم الطاعات؛ حيث ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، والمغفرة والرحمة والعتق من النيران، نسأل الله تعالى أن يبلغنا موافقتها
اللهم اكتبنا فيه من الشاهدين، وارحمنا، واغفر لنا ووالدينا وذرياتنا وأزواجنا ومن أحبَّنا ومن أحبَبْنا يا رب العالمين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.