في رحاب التاريخ وتحت مظلة التراث والثقافة العريقه نلتقي بالباحث التاريخي الأستاذ عبد رب الرسول الغريافي ليحدث قراء ومتابعي شاهد عن العادات والتقاليد الإجتماعية في النصف من رمضان والإستعداد لهذه الفرحة وكيف أسهمت الحداثة في تغيير وإندثار بعض العادات ؟ومدى تأثير جائحة كورونا على الإحتفال بمثل هذه المناسبات ؟
بدأ باحثنا حديثه بقول : لازال الكثير من العادات المتعلقة بالناصفة متمسك بها في القطيف وبعض المناطق من أهازيج وموروثات شعبيه ومرور الاطفال على البيوت وهم يحملون الأكياس القماشية (كل والبس) وإن عدلت وزينت وتغير نوع قماشها هذه الأيام
وتابع حديثه بقول : أما طريقة ربط البطن من الأسفل بخيط قماشي وفتح الثوب من الأعلى (من الجيب) لجمع مايحصل عليه الطفل بين ثوبه وبطنه فقد اندثرت هذه( الحركه) واستمرت عادة حمل الكيس متدليا من الرقبة.
وأضاف : أن اهتمام الأهالي بتقديم الناصفة للأطفال لازال في أوجه، بمعنى آخر أن الناصفة قد زاد إقبال الأطفال عليها منذ العقدين الماضيين بسبب تحسين وتنظيم وتطوير جميع مايتعلق بالناصفة مع ازدياد عدد السكان واتساع الشوارع وتمكن الناس من الإبداع في تنوع محتوى الناصفه المقدمه للأطفال إضافة إلى إبداعات الشباب في تقديم المهرجانات والكرنفالات المختلفة في الشوارع وفي الساحات العامه
واسترد قائلًا:كل عام وهو في أثواب مختلفة من التجديد وإن كان في ذلك مبالغات وتحميل النفس أحيانا فوق طاقتها إلا أنه احتفال بهيج يبعث في النفوس السرور.
وقال : لازلنا نسمع ترديد ترنيمات الناصفه:
ناصفه.. حلاوه
كريكشون
حلو الكيس
واعطونا لو نعطيكم
بيت الله يوديكم..
ولكنها بصوت ضعيف فهي لم تعد تتردد بين زرافات الأطفال في كل مكان وإنما على استحياء أيضا.
وأضاف : لم تعد فوانيس رمضان في أيدي بعض الأطفال في ليلة الناصفه ولا (وجلي) رمضان بنوعي إضاءته العمود منها والسفره فالإضاءات في الشوارع والزينات المضيئة في المنازل جعلتهم ينسون كل هذا.
وقال : لازالت الطريقة التقليديه كما كانت تسلم الناصفة يد بيد لانثار على رؤوس الأطفال كما يفعل في كثير من مناطق الخليج، ولكن لم تعد طريقة مناولة حفنة من (الكسكبال).. أقصد الفول السوداني كما كانت، وانما استبدلت بتعبئتها في أكياس أنيقة ومعها خليط من الشوكولاتات والحلويات وربما صحبتها قطع نقديه.. ريال أو خمسه أو..حتى عشره.
واستطرد قائلًا: التنقلات من بيت لبيت كما النحلة من زهرة لزهرة وربما تعدى المشي إلى الأحياء المجاوره إلى ديره او ديرتين هذا كل ماتستطيع أرجل الصبية والفتيات أن تحملهم إليه وبعدها يدب التعب ويغشيهما النعس فيرجعون إلى منازلهم فرحين بما جمعوه.
واضاف:أما هذه الأيام فللسيارات دورها في اختيار الأطفال المناطق التي يود كل فرد منهم أن (يناصف فيها). يتفرغ كثير من الآباء والأمهات لمساعدة أولادهم في التنقلات بالسياره وخصوصا من وإلى الأحياء الحديثه. وبهذا تكون قد دخلت على عادات الناصفة بعض التعديلات سواء إيجابية كانت أم سلبية.
وعن جائحة كورونا تابع حديثه بقول : أما كورونا وكما نعلم لما لها من تأثير عالمي في كل كبيرة وصغيره وفي كل مجال وكل نشاط من الأنشطة الإنسانيه والإجتماعيه! فالناصفه هي نشاط إجتماعي يتفاعل معه جميع أفراد المجتمع -فلاشك إذن أن كورونا أسدلت على الناصفة ستارة ثقيلة وحجبت المجتمع عن الوصول لمزاولتها عاما كاملا، فلنا أن نحكم إن كان هذا التأثير على الناصفة إيجابا أم سلبا! فيكفي أنه في العام الماضي قد توقفت الناصفة كما توقفت كثير من الأنشطة والأعمال وهاهي تعود هذا العام على استحياء! نعم.. عودا ولكن بحذر شديد وقلق يعتري افئدة كثير من أفراد المجتمع.
وختم قائلًا: عودة هذه المناسبه هذا العام وسط أجواء الحذر جعل المجتمع بجميع فروقات افراده كبار وصغار رجال ونساء ان يتراجع بعض الخطوات الى الوراء قليلا حيث نقطة التنظيم ومراجعة النفس في الإنضباط والترشيد والتنظيم وإظهار موسم الناصفة بشكل أجمل وأكثر نفعا وحيويه.