محمد برناوي 

هاقد انتصفَ الشهرُ الفضيلُ شهرُ الأيامِ المعدودة ، ولكن هل انصفنا ارواحنا خلال نصفه الأول ام لا زلنا نردد عبارة( غداً سأبدأ)، حتى نُفاجأ بأن غدٍ هو يوم عيد الفطر السعيد.

لنختلي بأرواحنا ساعة خلال هذه الليلة ، ليلة النصف من شهر رمضان لنحاسب انفسنا ، حتى نكون على بينة ؛ في أي بقعة تقف ارواحنا ؟ لينتهي شهرُ الأيامِ المعدوداتِ وارواحنا قد تجددت ونفضت عنها غبار الذنوب والخطايا وارتدت حُلَة الطاعةَ والإيمان .

إن ما يبدأ من النفس عن قناعة وايمان يظلُ راسخاً فيها لذلك لابد وان نحادث انفسنا حديثا صريحا نتاجه من نحن والى اين نسير والى ما نسعى خلال هذا الشهر الفضيل ، هل حقاً نحن نكثر الطاعة كي تشرئب  بها ارواحنا ام انه شيء الفينا عليه اباءنا فقررنا الاستمرار فيه ، وقبل كل هذا وذاك لابد وان نعي بأن رمضان  هو شهر الروح ، شهر  ولادتها وتربيتها وتهذيبها مهما بلغ فينا العمر عتيا.

ليس كل العام رمضان انما هو شهرٌ كٌّرِم عن سائر الأشهر هو شهر خيرٍ وبركة ولا يجب أن ننسى بأن رمضانَ ايامٌ معدودات ترحل معها افعالنا ونوايانا الحسنة ليضاعف الأجرُ لها ، فحين تتكاسل عن قراءة القرآن تذكر بأنها أيامٌ معدودات ، وحين يغلب عليك حبُ النوم فجراً تذكر ايضاً بأنها ايامٌ معدودات وانهض واغتنمها فلا انت تدري هل ستدرك رمضان القادم ولا انت تدري هل اقمت رمضان حق قيامه.

ليس رمضان بشهر السهر ليلاً -لتصفح المواقع والقنوات- ولا بشهر نقضي فيه النهار نوماً إنما هو شهرُ ” أولئِكَ يُسارِعونَ فِي الخَيَراتِ” بل يتسابقون ايهم يغتنم الثواني لفعل الخير ، والفوز بما يحمله هذا الشهر من رحمات وبركات علينا ابناء امة محمد ، وأوجه الخير فيه كثيرة فكل عمل تنوي به طاعة الله سبحانه وتعالى هو لك خير ، الى جانب قراءة القرآن لا ننسى بأن الحديث الشريف والسنة النبوية بها للحياة نهج لو اتبعناه لنلنا خيري الدنيا والأخرة ، فلنتدبر احاديث نبينا الأكرم محمدٌ عليه افضل الصلاة والسلام ولنأخذ من حياته مواقفاً ندرسها ونمَكِّنَ  عقولنا منها , لنفهم لغتنا العربية بما تحويه من اعجاز وجمال من خلال تدبر آيات الله في كتابهِ مُحكمُ التنزيل، لنكَّوِن لنا مخزوناً فكرياً ومعرفياً ونفسياً ايضاً من خلال سورة او من خلال قصة او من خلال سُنةٍ نبوية .

لنعاهد انفسنا بأن نعيش ما تبقى من رمضان هذا العام وكأنه اخر عهدنا في الدنيا ، ايامٌ معدودات فلنستثمرها فاللهُ احقُ ان نقضي وقتنا في عبادته وطاعته ، ولنكن على العهد لأجل ارواحنا