أحبَّتي .. إخوتي .. كلُّ علمٍ والجميع بخير
فبعد طول انقطاع ، وإمعان نظر فيما ينبغي لي كتابته بعد موسم رمضان الكريم ..
وقد تداخلت جملة من الموضوعات في بعضها البعض ، وكاد قلمي أن يملَّ من كتابة سطر ومحو آخر ..
إلَّا أنَّ الضَّجة الأخيرة التي أحدثها بعض روَّاد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصّةً على (تويتر) ، من تشكيك في فاعلية اللقاح المضادِّ لڤايروس (كورونا) وانقسام الجماهير بين رافض ومحذّرٍ من أخذه .. كان موضوعًا شيِّقًا وجدت أخيرًا فيه ضالتي..
ولعلَّ هذه كانت الشرارة الأولى للقوم للاستباق في مضمار التأليف .
فتجدُ الطائفة القائلة بأنَّ كلَّ آخذ للقاح ، فإنَّ مكوثه لن يتجاوز ٣٦٥يومًا !؟
وثانيةٌ تقول بعقم أو لربّما تحوُّر جينات الآخذين !
والثالثةُ هي الأدهى والأمرُّ ، تخشى من تحوِّلها إلى (قردة) !
وماانضوت عليه العقول القاصرة كان أعظم ..
البلية المضحكة في هذا كلِّه، هو أنّك عزيزي القارئ ، إذا ماناقشت أصحاب تلك المزاعم وجدتهم متيقنين بما يقولون ، وكأنّهم قد أشرفوا على تركيب الدواء المضادِّ لدى كبرى مصانع الأدوية العالمية !
أيُّ منطق هذا الذي نُحاجج به ؟
أو نحن في القرن الحادي والعشرين صدقًا ؟
أم أن أجسادنا فيه ، وعقولنا لم تزل في العصور الوسطى ؟؟!
ثمَّ إنَّنا إذا ماسلّمنا جدلًا ، وافترضنا صحة تلك الخزعبلات
وأسقطناها على واقع وطننا الحبيب تحديدًا، فإنّنا على الفور ندرك بأنَّ القائمين على قطاعاته مجتمعين ، همهم الأوَّل والأخير هو (المواطن ) وصيانته وجعله في مصافِّ مواطني العالم الراقي والمتعلِّم والمُنتِجِ والصحيح .. فكيف يُتخيّل الدفع نحو منطقة الخطر ؟!
أضف إلى هذا وذاك ، ألَّا وجود لدولة في العالم (حسب ما أعلم ) تعطي لمواطنيها علاجًا أو لقاحًا مضادًا بالمجان ، وليس هذا إلَّا في وطني الكريم الحبيب..الذي أعطى اللقاح على وجه الخصوص لكلِّ مُريد ، على اختلاف جنسيته .
هذه الجهود الحثيثة والجسيمة والمشهودة في مكافحة هذا الداء العضال الفاتك، ماهي إلَّا للنهوض بالمجتمع وعودته إلى حياة صحية هادئة ..
حريٌّ بنا أن نقدِّرها ونشكر مساعيَ القائمين والداعين لها ، ونتعاون لنكون يدًا صحيحة قادرة لصدِّ ودحر هذا الوباء ،فنحن شعب همته وعزيمته عالية..كما يقول قائد نهضتنا..
أخيرًا:
حفظ الله الجميع وسلّمه…