الموهبة هى عطية يهبها الله لمن يشاء من عباده، وهذه الموهبة أما علم أو عمل أو غير ذلك لا يشعر بقيمتها إلا من وهبها الله إياها، وتكون له عوناً وسنداً فى الحياة.
الشيخ أسامة البيلى فراج، صاحب الـــ25 عاماً، أحد أبناء مدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية والذى حباه الله صوتاً عذباً مُميزاً وفريداً فى تلاوة القرآن الكريم، وذاع صيته في جمهورية مصر العربية، وشق لنفسه طريقاً فى دولة التلاوة فى وقت قصير، ولُقب بالقارئ الأصغر سناً.
تعلم “فراج”، فى الأزهر الشريف، وحفظ القرآن الكريم وهو فى سن الخامسة، وأتم حفظه فى الحادية عشر عمره، ودخل فى مجال تلاوة القرآن الكريم وإحياء الليالي والمُناسبات عن طريق الصدفة، وذاع صيته فى محافظة كفر الشيخ، والمحافظات المجاورة، حتى أنه بات يُطلب بالاسم رغم صغر سنه.
حصل “فراج”، على ليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا، وعُين إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف، بجانب عمله فى مجال تلاوة القرآن الكريم وإحياء الليالي والمناسبات.
نال القارئ الشاب أسامة فراج، خلال شهر فبراير الماضي، تكريماً من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري ، واللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، وذلك لفوزه بالمركز الرابع، فى المسابقة الدولية للقرآن الكريم، والتي أُقيمت فى محافظة بورسعيد، وشارك فيها متسابقون من 21 دولة عربية وأوروبية.
يقول “فراج”، “حفظت القرآن الكريم بفضل الله فى سن مُبكرة على يد خالي الشيخ السيد عبد الوهاب جاد، وهو مُدرس بالأزهر الشريف وداعية إسلامي بدول أوروبا، وعلى يد فضيلة الشيخ إبراهيم فطاير، رحمه الله، الذى كان له كبير الأثر والفضل بعد الله عز وجل على العبد الفقير لله وعلى جميع حفاظ القران في مدينة بيلا، وأتممت حفظه وأنا أبلغ من العمر 11 عاماً”.
وأضاف “فراج”، “بدأت حكايتي مع إحياء ليالي المآتم بأنني كُنت أسعى لها ولكن لم تكن تُتاح لى الفرصة لذلك فلما تُوفى جدى إبراهيم فراج، وهو عم والدى، طلب منى أعمامي وأبناء أعمامي أن أقرأ وأقوم بإحياء العزاء، وقرأت بالفعل فأُعجب بصوتي أبناء بلدى الكرام بحمد الله، ومن هنا كانت الانطلاقة، وكانت البداية فى شهر رمضان من عام 2014م أى منذ 7 سنوات، وكنت وقتها أبلغ من العمر 19 عاماً”.
وعن الشيوخ الذين يحب سماع أصواتهم، يُتابع “فراج”: “أتأثر من العصر الذهبي القديم بمولانا الشيخ كامل يوسف البهتيمى، رحمه الله رحمةً واسعةً، ومن الحديث الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، رحمه الله، والشيخ حجاج الهنداوى، والشيخ عبد الفتاح الطاروطى”.
وعن أجره في إحياء الليالي، يُوضح “فراج”، “ليس لى أجر مُعين فى إحياء الليالي، وأنا بفضل الله تعالى قرأت فى كثير من العزاءات بدون مُقابل لظروف أهل الميت، والأجر يكون مسألة زوقية فلا أُلقى له بالاً بحمد الله طالما أنا خادم لكتاب الله”.
ويُؤكد “فراج”، “أهل بلدي فى بيلا هم من شجعوني على التلاوة، ووضعوني على الطريق الذى أسير فيه الآن، والكثير يحضرون معي العزاءات ويقفون بجانبي دائماً، فهم السند والأصل والمنبع الطيب”.
وعن أُمنيته، “أتمنى أن التحق بنقابة القراء وإذاعة القرآن الكريم فى أقرب وقت مُمكن، كما أتمنى أن أُسجل القرآن الكريم مُرتلاً ومُجوداً، وأتمنى التوفيق من الله عز وجل بأن أصل بصوتي – إن شاء الله- في جميع ربوع العالم الإسلامي”.





