على مَضَضٍ جَادَ الغرابُ لثَعلبٍ بِقِطْعَةِ حَلْوَى يَومَ غَرَّدَ مُنْشِدا
لأنَّ غُرُورَ النَّفْسِ يُحْدِثُ فَجْوةً إذَا حَضَرَ الخَدَّاعُ يَخْدَعُ أسْوَدا
يُنَادِيهِ إنَّ الصوتَ عِنْدَكَ مُبْهِرٌ لِيَفْتَحَ فَاهُ ثُمَّ يُنْشِدَ مُزْبِدا
حَذِارِ مِن الَغدّارِ لَو جَاءَ شَاكِراً ومِن أحْمَقٍ قَدْ سَارَ للغَدْرِ أوْحَدا
ومِنْ نَاصِحٍ يُعْطِيكَ مِن بَعْضِ شَهْدِهِ ويُعْطِيكَ بَاقِي الشَّهْدِ سُمَّاً مُسَدَّدا
فَلَا تَصْحَبِ الغَداَرَ إنْ كُنْتَ عَاقِلاً فَذَاكَ سَرَابٌ يَخْدَعُ العَيْنَ إن بَدَا
وذَاكَ بِهِ العِلّاتُ والجِسْمُ أجْرَبُ يُنَاوِلُكَ العَدْوى فَتبْدُو مُمَدَّدا
عَلَيكَ مِنْ الأخْياَرِ تَجْنِ ثَمَارَهاَ تَكُونُ مَع الأخْياَرِ نَجْمَاً وَسَيِّدا
صَدِيقُكَ مَنْ أعْطَاكَ فِي الضِّيقِ رُوحَهُ ويُعْطِيكَ أغْلَى صَيْدِهِ إنْ تَصَيَّدا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ لا يُخَادِعُ خِلَّهُ وِسَامٌ عَلى صَدْرِ الصَّدَاقَةِ قُلِّدا
وَسِرُّكَ في بِئرٍ إذَا شِئتَ دَسَّهُ إذَا جَارَتْ الأيْامُ كَانَ مُهَنَّدا
وَيعْفُو عَنْ الزَّلَاتِ مَهْمَا تَكَاثَرَتْ وَلَيْسَ لَئِيماً في الشُّرُورِ تَمَرَّدا
كَرِيْمٌ كَبحْرٍ جَادَ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِ وإنْ جُدتَ يَوَماً ذَاكَ مَنْ يَحْفَظُ الْيَدا
نَصِيبُكَ هَذا إنْ أرَدْتَ صَدَاقَةً يَجُودُ بِمَا يُغْنِيكَ مِسْكاً وعَسْجَدا
وَلَيْسَ كَمَنْ يُعْطِيكَ قِشْرَ حَلاَوةٍ يَرُوغُ فَلاَ يَرْعَى عُهُوداً لِيُحْمَدا
فَذَاكَ ابن آوى عَهْدُهُ عَهْدُ كَاذِبٍ فَكَمْ مِنْ مُلُوكِ الغَابِ أقْصَى وأبْعَدا
حَذَارِ مِنْ الغَدَّارِ يَتْلُو قَرِينَهُ فَيُنْشِدُ بَيْنَ النَّاسِ لَحْناً مُغَرِّدا
ويَسْكُبُ للنَّارِ الوَقُودَ هَشِيمَها فَيُشْعِلُ شَرَّاً من لَظَاها تَوقَّدا
سَتَأكُلُ هذي النَّارُ طُعْمَ اشْتِعَالِها إذا لم تَجِدْ طُعْماً ونَفْخاً ومُؤْقِدا
فَيَا صَاحِبَ العَقْلِ اللَّبِيبِ تَدَبُراً ومَا العَقْلُ إلا نِعْمَةٌ كَي تُمَجَّدا
عَلَيْكَ بِدِيْنِ اللهِ والشَّرْعِ قَاصِداً رِضَى اللهِ إنْ أحْبَبتَ سُنَة َ أحْمَدا