الثقة بالنفس احترام الذات، والشعور بالإيجابية، والقدرة على الفعل بلا تردد، أو خوف .
هي سبيل إلى الوصول إلى الأهداف التي نريد تحقيقها .
يقول شوقي :
كم واثقٍ بالنفس نهَّاضٌ بها ساد البرية فيه وهو عِصامُ
ما أحوجنا نحن الآباء، والمربين، أن نشعر أبناءنا بالارتياح، والاطمئنان، والقدرة على تحقيق الأهداف؛ من خلال زرع الثقة في أبنائنا، ونُشدُّ على أيديهم؛ ليتحلوا بالتوكل على الله ، ثم الثقة بأنفسهم، فالإنسان بنفسه لا بجسمه يقول أبو الفتح البُستي :
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
واشدد يديك بحبل الله معتصمًا فإنَّه الركن لو خانتك أركان
غرس التفاؤل الإيجابي، والمبادرة، والإقدام، هي أركان النجاح، والبناء إذا أردنا نجاح الأبناء ، اصنع منه رجلا كبيرا في صغره، يكن لك ركنًا متينًا في كبرك
لنهذب ونعزز، فالنفس تحتاج التهذيب، والتعزيز، والتقدير، والتشجيع يقول ابن سيناء:
هذب النفس بالعلوم لترقى وذرِ الكل فهي للكل بيت
إنَّما النفس كالزجاجة والعلم سراجٌ وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنَّك حيٌّ وإذا أظلمت فإنَّك ميت
لو علم الآباء، والمربون بفوائد الثقة بالنفس للأبناء؛ لسقوها صباح مساء بأغلى ما عندهم، فهي تساعد الأبناء على حل مشاكلهم بأنفسهم، وهي طريق إلى النجاح وإتقان العمل ، طريق لتصنع منهم من يقود الآخرين يقول هو رأس: ” إنَّ الواثق بنفسه يقود الآخرين “.
ولنعلم أنَّ اللوم، والعقاب للأبناء طريق إلى الفشل، والإهمال، وعدم الشعور، بالأهمية ، والخوف، والتردد، والانطواء، واحتقار الذات، وهذه كلها مجتمعة عقبات في طريق الثقة بالنفس لدى الأبناء، وبالتالي التأخر يقول نابوليون بونابرت :” المتردد في البدء يتأخر في التحرك”
قولوا لأبنائكم ما قاله رودياردكيلينغ :”إذا وثقتَ بنفسك حين يشك فيك الجميع، وإذا استقبلت النصر كما تستقبل الهزيمة، سواء بسواء، وإذا استطعت أن ترى المِعْوَل يهدم كل ما كرستَ حياتك من أجله، وتنهض لتبني مجددًا ما تهدم، وإن استطعتَ أن تملأ فراغ كل دقيقة من حياتك بالعمل المفيد ساعتئذٍ ستصبح رجلًا يا ولدي”.