من يزور السوق المركزي للحوم والخضار والفواكه في الأحساء يشعر بالاشمئزاز والقرف من حالته الرديئة والسيئة والمخجلة حيث يُفترض أن يكون في مستوى أسواق دول الخليج التي تشبه المجمَّعات التجارية في فخامتها وأناقتها ونظافتها وتنظيمها الأمر الذي جعل المواطنين في الأحساء يعزفون عن ارتياد السوق المركزي لتأمين حاجاتهم ويؤمنونها من المراكز الصغيرة حواليهم أو من أسواق التموينات ومثله سوق السمك الذي ما أن تدخله إلا وتشاهد المتسوِّقين رافعين أذيال ثيابهم عن التلوث بأرضه القذرة ومتلثمين من رائحته النتنة فضلاً عن حالة حوانيته السيئة والبدائية التي لا تليق بمنطقةٍ يصفها الجميع بالجمال الطبيعي وبالأهمية الاقتصادية والسياحية والإستراتيجية.
كما أرجو الالتفات لسوق الخميس الشعبي الذي يفترش فيه الباعة مباسطهم على الرصيف دون مظلاتٍ تحميهم من أشعة الشمس الحارقة مما يضطرهم للانصراف من السوق عند الساعة الثامنة صباحاً لعدم تحملهم قيظ الصيف الحارق ولا سيما في الأحساء التي ترتفع فيها الحرارة إلى 50 درجةً مئوية وهي أعلى درجة حرارة في المملكة فياليت تبادر أمانة الأحساء بتأمين المظلات لهم وتهيئة السوق بما يليق بالباعة والمتسوقين وزوار الأحساء وذلك أسوةً بسوق الأربعاء الذي تعهَّدته الأمانة بخير عنايةٍ واهتمام وسوق الخميس هو أكبر الأسواق الشعبية في الأحساء وأقدمها على الإطلاق ويستحق مثل تلك العناية والاهتمام.
ولا أنسى مناشدة الأمانة بتحسين سوق التمور التي تشكل رمزاً للأحساء من قديم الزمن فهي جديرة بسوقٍ يليق بها فخامةً وأناقةً وتنظيماً ويكون قريباً من المناطق السكنية والأسواق التجارية ليسهل على الناس التردد عليه دون عناء لا كسوق التمور على طريق العقير الذي يشق على الناس ارتياده لبعده عن مساكنهم والذي فشل فيه حتى مهرجان التمور ويكون مبناه مستوحىً من تراث الأحساء ومن النخلة ومنتجاتها ويتم فيه عرض التمور ومنتجاتها التحويلية ومختلف الصناعات المشتقة من النخلة بالإضافة إلى الحرف المعتمدة على منتجات النخلة وصناعاتها التقليدية بما يشبه سوق مهرجان التمور الذي يُقام سنوياً في الأحساء في مركز المعارض التجارية التابع لغرفة الأحساء ويشهد أعداداً ضخمةً من الزوار عائلاتٍ وأفراداً معززاً بالأنشطة التجارية المساندة من مطاعم وخلافها.
وكلنا أمل في أمانة الأحساء بالالتفات العاجل إلى أسواق اللحوم والخضار والفواكه والأسماك والأسواق الشعبية وإعداد مخططٍ لتطويرها بما يليق بوضع الأحساء في الخارطة العالمية وبما يُشجِّع المواطن والزائر والسائح على ارتيادها وتأمين مستلزماته منها بارتياحٍ واطمئنان وبما يُشجِّع المواطن على ممارسة نشاطه التجاري فيها بحبٍ ورضاً واقتناع وتلك الأسواق جديرة باقتطاع جزءٍ من ميزانية الأمانة لتحسينها وتطويرها تطويراً جذرياً لتكون وجهاتٍ سياحيةً فضلاً عن كونها وجهاتٍ تجارية تجتذب الناس إليها وتكون مؤشراً على رقي المنطقة والجهات المسئولة عنها وما ذلك بكثيرٍ على أسواقٍ تمس صميم حياة الناس بما لا غنى لهم عنها كما أن ذلك يعزز مكانة الأحساء الحضارية وعوائدها الاقتصادية والسياحية ويحقق السعي لجعل الصناعة السياحية ضمن تنميةٍ مستدامةٍ ذات تأثيراتٍ إيجابيةٍ في خدمة التنمية المحلية.
وكلنا يعرف أن الأسواق بشتى أنماطها وأنواعها هي وجهات سياحية مهمة للسياح من كل مكانٍ في العالم وتشكل مقياساً لرقي البلد وتحضره وثقافته فكيف سيكون الانطباع لدى السائح الذي جاء متلهِّفاً للأحساء بعد أن قرأ عن جمالها وعن مقوِّمات اختيارها عاصمةً للسياحة العربية وهو يشاهد تلك الأسواق البشعة ؟ .
سفير منظمتَي السلام في النرويج والسودان
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموع
شاعر وكاتب ومؤلف