قادتني الصدفة صباح اليوم الأحد إلى عيادة الأسنان رقم “11” بالمستشفى التعليمي في كلية طب الأسنان بجامعة أم القرى بالعابدية وشاءت الأقدار أن يكون موعدي لدى الدكتور أحمد الزهراني، ذلك اليافع المهذب المؤدب المتواضع، وعندما وصلت إلى تلك العيادة “التعليمية” في هذا الصرح العلمي الكبير، وبدا“ الزهراني ”علاجي بجلسة عكس خلالها ما تربى عليه وإنسانية الطبيب السعودي وما وصل إليه شبابنا “طلاب” المسار الطبي بمختلف تخصصاته، فهو قام بتهيئتي نفسيا ومعنويا وإيضاح ما سيقوم به، بعدها شرع في عمله، فكانت أولى الخطوات إجراء أشعة “للسن” المراد العمل عليه، فذهبنا سويا إلى موقع قريب من العيادة، والمكان مخصص للأشعة، وقبل البداية، واجه تحديات التقنية المعتادة، وتعطل الجهاز، لكنه كان يتصرف بهدوء تار يستعين بأستاذه المشرف وتارة أخرى بإخصائي “تقنية المعلومات، وأظهر هدوء غير معتاد في مثل هذه المواقف، وبعد انتظار عادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وأكمل عمله.
وبعد العودة للعيادة، بدا “الزهراني” في عمله أيضا بهدوء، رغم أنه طالبا في السنة الرابعة وامام مريض فعلي، أي أنه يعمل بين مطرقة المهنة ومتطلباتها ومتابعة أستاذته، وسندان المهمة وأداء المطلوب بنجاح، مما جعلني أعيش نفس الهدوء والتماسك رغم قلقي الكبير، لكنني كنت واثقا فيه كونه بدا “بالبسملة” وعمل على تهيئتي بشكل ممتاز ولم أشعر خلال عمله بقلق، لأن أدائه كان هيناً لِينًا خفيفاً رغم أن العيادة لم تكن في كامل الجاهزية، لأن الحديث بينه وبين أستاذه وبين أحد زملائه يدل على حاجة العيادة إلي مزيدا من التجهيزات
وقبل الختام عادة إشكالية التقنية، وتعطل الجهاز الذي يكمل ما بدا به من عمل استغرق فيه نحو ثلاثة ساعات ونصف الساعة، وبعد التشاور مع مشرفه اتفقا على إعادة “سني” إلى وضعه السابق، وإنهاء العلاج “بحشوة” مؤقتة بدلا “الحشوة” الثابتة التي خطط عليها مسبقا
لكن مالفت نظري استماعه جيدا إلى توجهات أساتذته، وإجادة تهيئة المريض، فالدكتور أحمد الزهراني رغم أنه في العقد الثالث من العمر ولا زال في مقاعد الدراسة وفي أولى خطوات التدريب لكني أؤكد أنه سيكون طبيبا ناجحا – بإذن الله – لأن نصف مهمة مهنته باتت ظاهرة عليه ويتبقى أن يستمر في الجد والاجتهاد والاستماع إلى أستاذته ومشرفيه ، والسعي إلى البحث والاطلاع وتطوير الذات