الحُب هو ذلك الشعور المنبعث من حيث لاندري هل من القلب أم من العقل أم من الروح أم هو مزيج من الكل، هو ذلك الشعور الذي يتسلل إلى دواخلنا خلسة. كيف و من أين؟ لا ندري. هو مجموعة متداخلة من الأحاسيس والمشاعر التي لا ندرك ماهيتها ولا نملك حق التصرف فيها و الوعي بها و التحكم بها إلا بعد مضي عهدٍ من الزمان و بَعضٍ منا.
لا بد وأن نعي بأن الحب هو الداء والدواء، متى ما احسنَّا لأنفسنا بوضعها في مكانها الصحيح كان الحب لنا دواء، والعكس من ذلك، لذا فإنَّ تبعات تصرفاتنا تحدد ما إذا كان الحب داءً أم دواءً، ويُبنى على ذلك أختلاف وجهات النظر حول الحب وتفاوتها بين شخصٍ وآخر، إلا أنَّ الحديث سابقٌ لآوانه حيث يجب علينا بداية أن نعي متى يتحتم علينا تسلق الحب وأعتلاء قمته ومتى يجب علينا أنْ نتجنب الإنحدار والوقوع فيه.
قيل في قديم الزمان عن الحب بأنه من النظرة الأولى وأقول بأنه من الشِدَّة الأولى ومن العثرة الأولى ومن أول سوء قد يحل عليك، لا يجب أن تنجر وراء الشعور الأول الذي قد يأتيك لمجرد نظرةٍ أو أحتياج بل كن موقناً بأنَّ الشعور لابد وأن يكون نتيجة مواقف كنت فيها مائلاً ثم استقمت وكن مؤمناً بأنَّ ذاتك أولى بذلك الكم من العطاء الذي قد تبذله في غير محله تستحق أن تعيش الحب ويستحق الحب منك أن يكون مقدساً وأن لا تبعثره هنا وهناك، بل حافظ عليه لتحافظ على نفسك.
لا ينبغي أن تجعل من نفسك بحراً من تجارب أن تعلم بأنها تستنزف من روحك الكثير وبأنَّ هنالك ما يعوض عنها وبأنك لست مجبراً على الخوض فيها وإنما كن بحراً من الخبرات والتجارب التي تبنيك دون أنْ تحطمك التي تصنع منك هامة أمام نفسك قبل الجميع، وإنْ سلبت منك جزءً عوضتك بالكل، لا ترغم نفسك على التقهقر خلفاً بينما أنت قادر على المضي قدماً، فقط حكم عقلك ودرب مشاعرك على أنْ تتجه وجهة صحيحة، لن يعوض مشاعرك أحد، ولن يعيد لك عمرك وما مضى منه أحد، لذا أعطِ من يستحق ما يستحق و في الوقت الذي يستحق.
كن متفرداً بمشاعرك وأصنع منها عالماً تحيا به وأرفع شعارك بأنْ لا مساس لا مساس لمشاعرك بطريقة تحيل شغاف قلبك إلى قسوة وغلظة، حافظ على مشاعرك وكأنها جزءاً محسوس منك تلمسه وتراه ولا تتجرأ حتى على خدشه، ليس من حقنا أنْ نعامل مشاعرنا وكأنها جزءاً خارج عن سيطرتنا أو كأنها جزءاً منا وحق مشروع لمن أراد، بل هي حق محظور حتى يثبت استحقاقه، وإلى ذلك الحين ضع حداً لمن تظن بأنه يستحق منك كل الحب والمشاعر، كن له حسن وكن لنفسك حسن كن له محباً وكن بنفسك هائماً.
وفي الختام فإنَّ كل منا سيقرأ ويفسر وفق تجاربه في هذه الحياة فهناك من سيتجه نحو العاطفة بينما آخر سيخيل إليه بأنه حب صديق أو شخص تربطه به علاقة عمل، وغيرهما من سيظن بأنه يقرأ في الكلام حالة من الحب يعيشها مع كل ما يمر به ومن يمر به ويجعل منه سعيداً، قد يبقى وقد يرحل إلا أنَّ أثره باقٍ لذا لكل منا حرية التفكير ولكن يجب أن نحترم ذواتنا ونقدرها ونجعل لها مكانتها التي تستحق، فنحن نستحق أكثر مما نتصور ولانسى ما قاله ستاندال بأن ” الحب هو أشد أنواع السحر فاعلية” فاجعله لك لا عليك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*إعلامية عمانبه




