امضينا انا وزملائي المرافقين لبناتهم المبتعثات هنا في فرجينيا في أمريكا الاخوة ، مستور العتيبي “أبا وائل” ، ومطر العنزي “أبا منصور ، و”أبا فواز” الثبيتي ، صباح يوم أمس الاحد وفي عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة الامريكية نحو عشر ساعات من يومنا الجميل الذي تميز بالطقس الجيد المشمس ، في نزهة ثقافية لمعرفة شعب “الأميش Amish ” واتجهنا صوب الشمال من فرجينيا حيث نقيم ، قاطعين برا مسافة “216”ميلا 348 كيلومترا ، متجهين إلى قرية “الاميش” بمنطقة “لانكستر” في بنسلفانيا ، وقضينا وقتا ماتعا في تلك الطرق السريعة المعبدة وسط مسطحات خضراء مد البصر تعلوها بعض الأشجار المعمرة ، ووصلنا وجهتنا عند تمام الثانية عشر والنصف ، فلجئنا إلى استراحة قصير تناولنا خلالها القهوة العربية والشاهي ، وادينا صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا ثم اتجهنا إلى داخل تلك القرية العجيبة الجميلة التي تتميز بالمساحات ومزارع الذرة الصفراء ، وتناثرت المواشي والدواب الخاصة خارج حظائرها وسط هدوء تام في ارجاء القرية ، كون ساكنيها في يوم أجازه وعبادة ويذهب جلهم إلى الكنيسة ولا يعملون
وبعد جوله قصيرة توجهنا إلى المركز السياحي “قرية الاميش” وحصلنا على تذكرة الجولة السياحية التي انطلقت بجولة على أنموذج لبيت “الاميش” ، مع عرض ملابسهم ومقتنياتهم ، ونموذج لحيواناتهم ودوابهم وطيورهم ، بعدها انطلقت الرحلة رفق المرشد السياحي المعلم المتقاعد المسن “arek” ، مستقلين المركبة السياحية المخصصة للجولات واستمعنا إلى شرح مفصل عن “الاميش” وبيوتهم ومزارعهم التي تخلوا من وسائل التقنية والمحركات بصفة عامة ، وامضينا في الجولة زهاء ساعة ونصف الساعة ، تجولنا خلالها على 30 محطة وموقع ضمن الجولة فعرفنا أن مجتمع الأميش في مقاطعة “لانكستر” هو واحد من أكبر مجتمعات الأميش في الولايات المتحدة ، وتثري تقاليدهم أولئك الذين يتعرفون عليهم. إنها ثقافة من القرن الثامن عشر تعيش جنبًا إلى جنب مع العالم الحديث، وفي واحد من أكبر الدول تطورا في العالم
ففي تلك القرية تتحول الحياة من سرعة الطرق السريعة إلى حوافر الخيول على الطرق المعبدة، والقينا نظرة على مجتمع من الأشخاص المعروفين بثقافتهم الدينية ، واللباس العادي ، ونقص وسائل الراحة الحديثة
وهؤلاء الناس من البشر بين عشرينيات وثلاثينيات القرن الثامن عشر وصلت منهم جماعة من أوروبا واستقرت في ولاية بنسلفانيا لمتابعة الحرية الدينية
وطريقة حياتهم العجيبة اليوم تشبه بشكل كبير ما كانت عليه آنذاك: بسيطة ، غير مادية ، ومكرسة “لإلههم” ، وحياتهم مكرسه للخدمة أولا “لالهمم ” ثم لعائلاتهم ويعملون بقانونهم باتباع القيم الأساسية الأربعة الإيمان ، والأسرة ، والمجتمع ، والعيش حياة بسيطة ومتواضعة
ويرتدون ملابس معينه توارثوها عن اسلافهم بعيدا عن الموضة ومظاهر العصر ، ويعيشوا حياة إيمانية بسيطة ، ويعتقدون أن إيمانهم الديني والطريقة التي يختارونها للعيش مترابطة تؤدي مجموعة قوية جدًا ، وتنعم العادات الدينية بقيم التواضع والبساطة
يذهب “الاميش” إلى معبدهم “الكنيسة” يومين ، ويقدمون الخدمة في منزل القائمين على الكنيسة كتجديد للإيمان وتأكيد للمجتمع ،فهم ملتزمون أخلاقيا بقواعد الكنيسة ، ومن الملاحظ انهم ممكن انجاب من 7 إلى 10 أطفال في العائلة الوحدة على النقيض في اكثر المجتمعات الاوربية
ويتميزون بصناعه ملابسهم في المنزل باستخدام الأقمشة السادة. يُظهر اختيارهم للملابس التزامهم بمبادئ كنيسة الأميش والعيش ببساطة. على الرغم من التطورات العديدة في مجتمعنا ، . يؤمنون أن الدنيوية يمكن أن تمنعهم من الاقتراب من الله والتي يمكن أن تقدم تأثيرات قد تكون مدمرة لمجتمعاتهم وطريقة حياتهم. من خلال العيش ببساطة وتقييد الوصول إلى العناصر غير الضرورية ، مثل الملابس الفاخرة أو التلفزيون أو أجهزة iPhone ، يشعر الأميش أنه يمكنهم منع العالم الحديث من التطفل على حياتهم والسماح لهم بالاستمرار في التركيز على عقيدتهم وعائلاتهم ، يعيش الأميش معتقداتهم الدينية الخاصة ويعيشون حياة فريدة بطريقتهم الروحية.
والاميش هي طائفة مسيحية تجديدبة العماد تتّبَع للكنيسة المنيونيَّة. نشأت الطائفة في العصور الوسطى ، وهي فترة شهدت بروز حركات إصلاحيَّة مسيحيَّة كثيرة، منها الطائفة التي كانت تعرف حينذاك باسم المسيحيين الجدد ” الانابابتست” التي يعتبر الاميش جزءً منها. ويبلغ عددهم حالياً نحو 249.000 موزعين على 22 منطقة مأهولة في الولايات المتحدة الامريكية وفي ولاية أونتايو الكندية فكانت تلك رخلة مثير للرباعي المرافقين لبناتهم هنا في الولايات المتحدة الامريكية مستور العتيبي ، ومطر العنزي ، وأبو فواز ، ضمن برنامجهم السياحي في بلد الابتعاث ، ولدينا المزيد عن تفاصيل الرحلة في حلقات قادمه تابعونا