التقيت في الولايات المتحدة الامريكية “بلد الابتعاث” العشرات من أبنائنا الطلاب ، وتابعت العديد من المواهب منهم ، وشهدت تفوقهم الدراسي والعملي بشكل ملفت ، لكن يظل المحلل والخبير السياسي الدكتور زياد الشمري أنموذجا للسعودي المكافح المتميز ، فهو منذ العام 2006 وحتى الان يواصل تأهيله ، ومراحل تعليمه وعمله مختلفة ، أهمها عمله في معقل السياسة العالمي “الكونغرس ” الأمريكي ، إضافة إلى عمله في تدريس الطلاب الامريكان تخصصه ، أجريت معه حوارا انيقا للغاية تحدث خلاله بتفاصيل تخصصه وعمله وطموحه واماله اليكم تفاصيل ما جاء في حديثه
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا زياد الشمري ، دكتوراه علوم سياسية ، أعيش في واشنطن العاصمة الآن ، مبتعث من بلدي المملكة العربية السعودية ، اطمح في تحقيق اقصى درجات العلم والخبرة ، والحمد الله منذ 2006 وانا امثل بلدي واتسلح بالمؤهل والخبرة هنا ثم العودة إلى بلدي والخدمة أن شاء الله
- تخصص نادر دراسته خارج حدود الوطن ، لكن اين وصلت بتمثيل سمعة السياسة السعودية في بلد الابتعاث ؟
من المعروف أنه في مجال السياسة أنت لا تستطيع الحصول على النتائج التي تطمح لها في غالب الأحيان لان السياسة كل يوم لها سياسة متجددة خاصة هنا في عاصم السياسة واشنطن ، لكن الحمد وصلت إلى اكمال الأمانة تجاه بلادنا ، وتجاه الوادين ، عندما تعاهدت بان أكون سفيرا لبلادي في بلد الابتعاث
- متى بدات الدراسة هنا في الولايات المتحدة ؟
وصلت إلى بلد الابتعاث هنا الولايات المتحدة الامريكية منذ العام 2006م وخلال هذه المدة الطويلة حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية بداية ، ثم حصلت على ماجستير علوم سياسية وعلاقات دولية ، بعدها حصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
- لكن من النادر الابتعاث لدراسة العلوم السياسية خارج حدود الوطن ، كيف تحقق لك ذلك، وكيف اخترت تخصصك ؟
اخترت التخصص نتاج 3 عناصر أولها الرغبة حيث تعد الرغابة العنصر الأساسي في نجاح أي دارس لاي تخصص ، وثانيها الشغف الكبير لدى مما تحول إلى عشق كبير لهذا التخصص ، وثالثها الموقع الجغرافي لمسقط راسي في شمال البلاد ربما كان سبب كون مجالس تتداول فيها الحديث عن السياسة باستمرار مما اثر علي منذ الطفولة وكنت اتمنى دراسة هذا التخصص في جامعة الملك سعود بالرياض ولكن لم اوفق في القبول ، ولكن حظيت في الحصول على بعثه في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ، وبصراحة في اول حضوري لم اتخصص في هذا المجال لكن من ساعدني في التخصص هو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز – اطال الله في عمره ومتعه بالصحة –
- وماذا تتوقع بعد انتهاء البعثة والعودة إلى ارض الوطن ، وانت المتخصص في العلوم السياسية وفي معقل السياسة العالمية ؟
قبل الحديث عن توقعي دعنا افيدك باني لم ادرس العلوم السياسة فحسب بل عملت بعد التخرج في الكونغرس الأمريكي معقل السياسة العالمية كخبير أو محلل لشؤون الشرق وشمال افريقيا ، والان انا ادّرسُ العلوم السياسية لطلابي في كلية “نوفاNOVA” في ولاية فريجينا ، وكل هذا العلم والممارسة والخبرة لولا فضل الله ثم وطني لم احصل عليه ، وكلها تصب في حضن الوطن ، وان شاء الله سأعود إلى خدمة وطني اذا اتيحت لي الفرصة
- لكن كيف هي تفاصيل حياتك وانت متخصص في هذا الجانب الحساس لاسيما وانت تعمل في الكونغرس وتدرس في الجامعة ؟
دراسة السياسة كعلم تختلف عن الممارسة والعمل خاص في الكونغرس ، تعلمت من العمل في الكونغرس ان الولايات المتحدة الامريكية فيها قطبان سياسيان ، وهما يتصارعان على تأصيل سياستهما وتحقيق اهدافهما وأجندتهما السياسية ، وهما رغم اختلافهما الا ان كل منها يخدم مصالح أمريكا ، والجميل انهم يتناقشون دائما ولم يصلا إلى اتفاق ، ولكن كل منهما يحترم الاخر ، وفي ورش العمل والمناقشات يتناحرون ، وفي الاستراحة بين الجلسات يتصافحون ويتناولون القهوة والمرطبات مع بعضهم ، ويتعاملون كأصدقاء ، واذا ما اردت وصف ما رايته من الحراك الديمقراطي الجمهوري الذي عشته في الكونغرس يجسد القول القائل ” تحابوا وتعاملوا كالأجانب ” عموما السياسة الامريكية تدخل في دهاليسها علم الاجتماع ، لان أي احداث سياسة لابد ان تدرسها من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وفنية ،ولوجستيه وغير ذلك حتى تحصل على اهداف السياسة التي تنتظرها مستقبلا ، عموما في تواجد هنا في أمريكا اتعلم من طلابي الكثير دون خجل لان اصنف نفسي حتى الآن طالبا في العلوم السياسة
- دعنا نخرج عن الحوار السياسي قليلا واسالك عن ميولك الرياضية ؟
ان ما عندي ليس ميول رياضي وانما عشق رياضي للكيان النصراوي ، رغم ان قلبي مقسوم لنادي الطائي أيضا فهما عينان في راس ، وفي القلب بطين ايمن وبطين ايسر فكلا منهما يسكن في جزء من القلب
- لكن الملاحظ هنا في الولايات المتحدة الامريكية وقت العمل الطويل جدا ، ماهي اوقات العمل التي تقضيها في الكونغرس ، وماهو برنامجك اليومي ؟
العمل هنا في أمريكا رغم انه منهك للجسد الا انه مفيد ، لان الوقت الطويل في العمل تتعلم فيه ، وفي الكونغرس نتعامل مع قضايا سياسية ، وانا أرى أن الحياة كلها سياسة ، خصوصا الان ، فالسياسة دخلت في كل شي حتى التكنلوجيا ، فمتى ما كان الانسان صبور ويتحمل ويعرف ثقافة المجتمع من حوليه ، يعرف متى يتحدث معهم ، متى يشاركهم وهذه العناصر مفتاح الدخول في المجتمع الأمريكي بصفة عامه وفي الكونغرس بصفة خاصة
- وماهي نصيحتك للراغب في دراسة العلوم السياسة والتخصص في هذا المجال ؟
نصيحتي أن يطبق نظرية 9/10 تكون في البداية مستمع جيد وقاري جيدا و10% أن تحلل الأمور السياسية ، ومن وجهة نظري أن مرحلة البكالوريوس هي مرحلة اعدادية للطالب بالنسبة للعلوم السياسية ، ويجب أن تكون في هذه مرحلة كالجائع الذي يأكل بقدر ما يستطيع حتى يشبع ، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الماجستير وفيها تطبق نظيرة 50/50 معناها ان تكون قارئ وباحث وفي نفس الوقت تكون محلل ، اما في مرحلة الدكتوراه فتكون 100% في كل المجالات في القراء والعلم والأبحاث والتحليل ووضع الرؤية المستقبلية ، والاهم ذلك أن العلوم السياسية أصبحت الآن قضايا كبيرة جدا ، وعلي من يريد الدخول فيها أن يختار أقل من خمسة ملفات متفرعة ، يختار دولة عظمى ، ثم يختار منطقة أو منطقتين من مناطق العالم ويتخصص فيها ، لأنه من الصعب التركيز على جميع قارات العالم
- وصلنا للختام اذا كان لديك إضافة ؟
اشكرك على جهدك هنا في بلد الابتعاث بدعم القوى الناعمة لبلادنا ومثالية تعاملك في هذا الجانب ، ثم أشكر صحيفتكم الغراء شاهد الآن الالكترونية على اتاحة الفرصة عبر هذا الحوار والقاء الضوء على مناشط المبتعثين ، والحضور في أماكن مختلفة لمواكبة أنشطتهم وبرامجهم