التقيت هنا في بلد الابتعاث الولايات المتحدة الامريكية وضمن حراكي الاجتماعي بشاب في بداية عقدة الرابع ، رحُوب ، منفتح ، يبني علاقاته مع الاخرين بسرعة وسهوله ، اقتربت منه وتحدثت اليه فوجدت واحدا من النوادر في العمل هنا في الولايات المتحدة كمهندس صيانة طائرات ، فهو من أوائل من عملوا في هذا المجال ، ذلك هو المهندس معن بن جمال حافظ سعودي تدرب وعمل وعاش في أمريكا منذ العام 2013 وحتى الان ، تزوج من سيدة أمريكية مسلمه اعانته كثيرا ، وشكلت له نقطة تحول في حياته اترككم مع الجزء الأول في حواره لصحيفة شاهد الآن الالكترونية :
- نتعرف عليك ؟
أنا معن جمال حافظ ، سعودي أعيش هنا في الولايات المتحدة من العام 2013 ، حضرت إلى هنا باحثا عن دراسة صيانة الطائرات على حسابي الخاص ، وبناء على رغبتي في هذا التخصص ، وانطلقت في التدريب وانهيته بنجاح – ولله الحمد – وفي طريق عيشي هنا اقترنت بسيدة أمريكية مسلمه كتب الله لي معها النصيب ، وهذا ساعدني كثيرا في شق طريقي نحو هدفي ، والحصول على عمل هنا في أمريكا بعد التدريب
- كيف اخترت هذا التخصص ؟
والد معن السيد جمال حافظ بلباس القوات الجوية
أخترت هذا التخصص متأثرا بوالدي أصلا كونه كان يعمل فني صيانة طائرات في القوات المسلحة وأمضى نحو 45 سنه في هذا المجال ، وكثيرا ما كان يحدثنا عن صيانة الطائرات واعمال الفنين ، فتولدت الرغبة في داخل إلى جانب ميولي أصلا في الفك والتركيب والإصلاح ، ومُنذُ أن كنت طفلا اعشق الفك والتركيب وفي الشباب كنت امارس صيانة السيارة بنفسي ، وصيانة الأجهزة الكهربائية في المنزل بشكل مستمر ، كل هذا ساعدني على اختيار هذا التخصص
- اين وكيف بدأت العمل ، وهل عملت مباشرة في نفس مجالك ؟
نعم – ولله الحمد – ولكن بداية عملت بعيد عن التخصص وفي وظيفة في البريد الرسمي الأمريكي UPS ، لكني كنت قريبا من الطائرة كون اعمل في شحن البريد في تلك الطائرات ، ثم استمريت قريبا من الطائرة في وظيفة أخرى مهمتها غسيل ونظافة جسم الطائرة من الخارج كنت قائد فريق العمل ، بعدها اتيحت لي فرصة العمل في احد الشركات الكبرى بوظيفة متدرب على الصيانة ومن هناك كانت الانطلاق بعد اثبات الجدارة وإظهار تفوق في جوانب كثيرة منها المواظبة والاتقان والتفاني في العمل
- وماهي تفاصيل مشوارك مُنذُ القدوم إلى أمريكا وحتى الان ؟
بدأت التدريب في معهد طيران في مدينة صغيرة في ولاية “كنتاكي” ، وهي مدرسة صغير متخصصه في تعليم صيانة الطائرات ، لكن بوجودنا أنا ومجموعه جيده من الزملاء اكتسبت المدرسة سمعة جيدا وحققت صيت في فترة وجيزة ، مما جعلت متدربي تلك المدرسة هدفا لشركات صيانة الطائرات العملاقة “هانيويل Honeywell ، وشركة بوينغ Boeing وتعطي المتدربين منحة دراسية scholarship ، وكنت محظوظ بمنحة الأخيرة ، وحصلت على منحه عندهم لمدة أسبوعين في فينك في اريزونا ، وبعد التقييم ، وهذه البعثة فتح امامي الأبواب ، وأيضا وحصولي على رخصة صيانة الطائرات ، وبعد وضعي في قائمة فني الصيانة الجاهزين ، تلقيت العروض من الشركات بالعمل متدرب على الصيانة وبراتب جيد وبدات في مطار دلاس الدولي في واشنطن العاصمة ،وعملت منذ تلك الفترة وحتى الان
- انت على راس عمل الان ، فهل تدّرجت وحصلت على امتيازات ودرجات من البداية وحتى الان ؟
في بداية العمل كان العامل المشترك عندي ولدى المسؤولين “الخوف ” كوني أجنبي عنهم ومن خارج بلادهم ، وعشت في البداية علاقات متوترة مع بعض زملاء العمل كونهم لا يسجلوا ارتياح لوجودي في هذا العمل خصوصا عندما اكتشفوا انني عربي وسعودي ايضا ، وبعد العمل لفترة ليست بقصير وبعد المجهود والأداء الجيد ، كسبت ثقتهم لدرجة انني كنت اعمل وحيدا في نوبة ، ولله الحمد خلال العمل اثبت وجودي كثيرا
- وبعد التخرج الحصول على رخصة المهنة في صيانة الطائرات ، الم تفكر في العودة لأرض الوطن والتقديم للشركات الوطنية ؟
لم أجد فرصة بمعناها الحقيق في المملكة العربية السعودية كوني متواجدا هنا في الولايات المتحدة الامريكية ، وأنا عندي رغبه في المستقبل في البحث عن فرصة في السعودية ، لكن لدى تجربة وتقدمت للعمل في الخطوط السعودية هنا في واشنطن ، لكن مع الأسف الشديد رايت شي لا يسر ، حيث وجدت المسؤول عن الصيانة للخطوط السعودية “اجنبي” من غير أبناء الوطن ، وعندما عرف انني سعودي تضايق من وجودي في مقر الصيانة ، وهناك جنسيات مختلفة حتى من دول عربية في ظل عدم وجود أي سعودي بينهم
- قبل قدومك إلى الولايات المتحدة الامريكية هل كانت لديك محاولات التدريب والعمل في هذا المجال في السعودية ؟
في السعودية كانت تجربتي وعملي في شركة اليمامة المتعاقدة مع وزارة الدفاع في منطقة تبوك وتحديدا في القاعدة الجوية ، وفي مجال صيانة الطائرات
- ولو اتحت لك فرصة العودة إلى ارض الوطن والعمل هل تعود ؟
بالتأكيد وبكل سرور وهذا من ضمن اهدافي المستقبلية العودة إلى ارض الوطن عند أو فرصة تتاح لي بالعمل في تخصص في صيانة الطائرات
- دعني اسالك عن وضعك الاجتماعي ، وكيف استطعت التأقلم مع المجتمع الأمريكي وانت قادم من مجتمع مختلف جدا ؟
عشت تحدي في بداية قدومي إلى هنا وتسببت في تأخري عن التخرج بسبب إشكالية حصلت في المنطقة عندما تعرضت المدرسة لسرقة معداتها ، وبداية كنت مفرغ نفسي للدراسة فقط ولم اختلطت بأحد ، وحتى بدايتي في التدريب مباشرة دون متطلب اللغة كوني ادرس دبلوم تدريب وعندي خبر العمل مع شركة بريطانية ، واهم ما في وضعي الاجتماعي انني تعرفت على زوجتي وتزوجتها فكانت نقلة كبيرة في حياتي
- ومن هم أصدقاء المقربون هنا في الغربة ؟
مع الأسف في البداية كنت في ولاية ” كنتاكي” ولاية متحفظة فوجدت صعوبة في قبول الناس وتكوين الصداقات مع الاخرين خصوصا الامريكان ، رغم من ذلك الان مازلت على تواصل وصداقة بأشخاص كانوا يخشون المصداقة والتعرف بهم وباتوا من اعز الأصدقاء بعد التعايش والاطلاع على سلوكي وعملي الجاد والتعامل الجيد من الاخرين ، تخيل بعد التخرج كلا دعاني لمنزله بعد أن كانوا خائفين مني في بداية حضوري ، واعرف أحدهم كان عنصريا للغاية يكره كل الاشخاص الملونين من غير البيض ، واصبح أكثر الأشخاص حبا وقربا بالنسبة لي
معن يتحدث للصحيفة
معن في تجربة خاصة طائرة بدون طيار
معن في موقع العمل
تابعونا في الجزء الثاني …..
