واحدٌ وخمسونَ عاماً مرت على نهضة عُمان المباركة، واحدٌ وخمسونَ عاماً وكأنها ميلادٌ يتجدد لأرواحنا عاماً بعد عام،واحدٌ وخمسون عاماً منذ أن احتضن السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- أرض عُمان الطيبة متشبثاً بكل ما فيها راسماً لها نهجاً
لتستمر نهضتها عاماً بعد عام، لم يغفل رحمه الله عن أي شبرٍ في عمان فلم تهن عليه حبة رملٍ من ترابها ولا قطرة ماءٍ من بحرها، خليجها وأفلاجها، حتى باتت ملامحه في كل ركن من أركان عمان الشامخة.
في هذا اليوم المبارك الثامن عشر من نوفمبر المجيد نستعيد الذكريات وكأنها تحدث في التو واللحظة، نبتسم حين تردد دواخلنا قابوس يا قلباً على هذا الوطن ، ونسعد حين نردد يعيش جلالة السلطان هيثم المعظم, عمان ستبقى شاهدة في هذا اليوم وسائر الأيام على حنكة قائد وعلى حنان أب وعلى فقيد وطن, كما ستبقى متجددة مكملة المسير على نهج خير الوصايا سلطاننا هيثم.
واحدٌ وخمسون عاماً رسخت فينا بأن عُمان أولاً وأخيراً وبأنها ذلك العرق الذي نحيا بداخله وبأنها لنا بصر ونبض، فأينما نولي وجوهنا تبقى عمان قبلة الأمان ، هاهم أطفالنا اليوم يتوشحون العلم متمسكين به وكأنما العلم يحتضنهم كاحتضان الأم لطفلها ويرفعون راياته عالياً خفاقةً ويرددون السلام السلطاني بكل ما أوتوا من حبٍ و انتماء لأرض لم تهن علينا ولم نهن عليها، لأرض هي روح تسكن في أجسادنا.
إن خير الحُب دعاء وخير الدعاء لعمان بأن يحفظها الله ويحفظ سلطانها ويحفظ شعبها ويهيئ لها من الأسباب ما يجعلها في أرواحنا أعمق وفي مصالحنا أسبق ، ويحفظ جلالة السلطان هيثم بن طارق ويهيئ له البطانة الصالحة ، وأن يرحم ويعفو عن قائد نهضتها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فلا خيرَ فينا إن جحدنا فضله ولا خير فينا إن لم نصن وصيته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اعلامية عمانية