وجدتُ فيه القيادة ، ويتميزُ بكاريزما خاصة ، التقيتُ بهِ على هامش دعوة للمشاركة في أحد أنشطة نادي الطلبة السعوديين في الجامعة الكاثوليكة ، فاقتربتُ منه وحاورتُه ، وعرفتُ أنه رئيسًا للنادي ، وطالبًا للدراسات العليا في ذات الجامعة ، يَتمتعُ باحترام زملاءه المبتعثين والمبتعثات ، تحدّث لنا بثقة عالية ، وقدّم حديثاً من العيار الثقيل اليكم تفاصيل الجزء الأول منه :
- نتعرف عليك أولا ؟
انا عبدالحميد بن فيصل المدني من أبناء المدينة المنورة مبتعث ، بدأت مشوار الابتعاث في العام 2012 في اليابان من مرحلة دراسة اللغة اليابانية ومن ثم دراسة مرحلة البكالوريوس في تخصص الهندسة الميكانيكية ، وتخرجت في العام 2018، اكتسبت بعض الخبرات العملية أثناء تواجدي في اليابان بالعمل والتدريب في بعض الشركات اليابانية التي منحتني الخبرة والعلم رغم قصر مدة العمل، وكان لي شرف المشاركة مُترجما لوفد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- أثناء زيارته لليابان في العام 2017 ، والآن في مرحلة دراسة عليا “ماجستير” في الجامعة الكاثوليكية الامريكية
- ما هو تخصصك ومنذ متى وانت مبتعث هنا في الولايات المتحدة وفي أي مرحلة ؟
حضرت إلى الولايات المتحدة الامريكية في 2018 لإكمال المسيرة العلمية ومرحلة جديدة من العلم. حالياً طالب دراسات عليا في الجامعة الكاثوليك الأمريكية في واشنطن العاصمة، وتخصصي إدارة المشاريع والإدارة الهندسي، واعمل إلى جانب ذلك رئيسا لنادي الطلبة السعوديين في الجامعة الكاثوليكة الامريكية في واشنطن العاصمة
- وكيف يمكن التوفيق بين الأعباء الدراسة والاسرية واداره نادي طلابي ؟
ليس من السهل التوفيق بين أعباء الدراسة ومتطلبات الأسرة ، وإدارة النادي الطلابي في جامعة يوجد بها أكثر من ١٧٠ طالب وطالبة من السعوديين عمل يتطلب الكثير من المسؤوليات، ويتعين علينا الاستعداد دوماً للتكيف مع المهام غير المتوقعة ، والمشاكل التي يجب التعامل معها فوراً ، ومع أن التوفيق بين الدراسة والأسرة وإدارة النادي أمر صعب، الا أنه مع اتباعي بعض أساليب إدارة الوقت تعلمت كيفية تحقيق التوازن بين مختلف التزاماتي اليومية، وقوة الإرادة بعد توفيق رب العالمين هي من تعطيني هذا الدافع لتحقيق النجاح بين العمل والدراسة ولتحقيق ذلك، لابد من قوة الإرادة والتحلي بالصبر، فقوة الإرادة والرغبة الملحة، هي آلية أساسية يجب على الفرد التسلح بها، من أجل أن يتجاوز مختلف الصعاب، وبذلك يكون قادرا على التوفيق بين الجانبين بكل يسر وجدية ، وصدق الله حين قال في كتابه العزيز ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير﴾
- كيف كانت الأمور هناك في اليابان بداية مشوارك العلمي ؟
بدأت مشواري الدراسي انطلاقا من اليابان وقضيت ٦ سنوات من عمري هناك والتي لعبت دور كبير في حياتي وشخصيتي ، واليابان بلد جميل، يمتاز أهلها وتقديرهم واحترامهم للأجنبي وتعاملهم المفعم بالحضارة والرقي. وفوق هذا كله تمتاز البلد بالأمن غير المشهود في إي مكان آخر في العالم، ولان لكل قاعدة شواذ فكنا نحذر كثيرا ، اضف إلى ذلك الحرية الدينية محترمة ومقدرة من الجميع مالم تؤذي أحداً، فكلهم حاله حال نفسه. وبطبيعة الحال كل الخدمات والإمكانيات متوفرة، غير أنها باليابانية واليابانية فقط، ولذلك فإن اللغة تشكل عقبة كبيرة بين الطلاب الاجانب والمجتمع الياباني، والحل الوحيد ان تتعلمها ولو الشيء البسيط الذي يمكنك من تصريف امورك.
- وماذا عن الغربة والبعد عن الوطن خصوصا في بلد بموصفات اليابان ، وكيف تعاملت مع اللغة الأصعب في العالم ؟
الغربة بشكل عام كما هوا معروف عنها بأنها “مدرسة”. ولكن مدرسة اليابان كانت مختلفة جدا من كل شيء.. لغة، ثقافة، مجتمع، ولا ننسى الكوارث الطبيعة مثل الزلزال وأكثر عقبة كانت تٌخيفني هي عقبة اللغة لأنها تصنف كـثالث أصعب لغة عالميا. ولان الاتصال مع الشعوب يكون بواسطة اللغة هي المفتاح الأول لتنمية الحضارة ، ولان لغتها بالمنظور الواسع توسع من دائرة الإنجاز في تعلمها لأن اللغة اليابانية تحتوي على 92 حرفاً أساسيًا وصعوبة اللغة اليابانية تكمن في استخدامها للرموز الصينية ، لهذا أقول أن اليابان واللغة اليابانية أيقظت في نفسي ذلك الجزء النائم من الإرادة ، وكنت اواجه تحديات العيش والاندماج في مجتمع عرقي مغلق لا يقبل الغرباء، مثلما اواجه تحديات النجاح في إطار منظومة تعليمية بالغة التطور.
- وماذا عن الولايات المتحدة والفرق بين غربتها وغربة اليابان في رايك ؟
بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فأنا من وجهة نظري لا أرى أنها مدرسة صعبة مقارنة بمدرسة اليابان على الرغم من ان الولايات المتحدة الأمريكية تعد في صدارة الدول التي تمتلك أنظمة تعليمية متطورة. وكذألك الجامعات الامريكية تحتل مراتب متقدمة عالميا في تصنيف الجامعات. إلا أن الحياة في أمريكا ليست مثل اليابان في اختلاف الثقافات وحياة المجتمع مقارنة بــ إمبراطورية اليابان ، فالمدرسة الامريكية يوجد بها عامل العنصرية فهو يلعب دور كبير جدا في الحياة الجامعية والعملية دائما عند مواجهة صعوبة في الغربة فأنا اردد ابيات الإمام الشافعي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الاسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة
وعلم واداب وصٌحبةٌ ماجِد
وان قيل في الاسفار ذٌل ومحنةِ
وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِد
فمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِد
- وماذا عن اسرتك ووضعك الاجتماعي وانتم في غربة ، كيف تتعايشون مع الواقع خولكم ؟
أنا مقترن بزوجة عظيمة عاشقة للعلم.. وابن شغوف ومحب للتعلم – ولله الحمد – من قبل ومن بعد، منذ بداية حياتي الزوجية وانا مغترب لطلب العلم وهذا الشي كان له الأثر الجميل في تكوين حياة جديدة في بيئة علمية. فعائلتي هم المشجع الأول لي دائما في الاستمرار في طلب العلم ، ومن وجهة نظري، الغربة تقوي العلاقات الاجتماعية والاسرية بوجه الخصوص.
تابعوا الجزء الثاني من الحوار ……