هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولاثراء الموضوع سوف يكون المجال مفتوحاً للتعليق مع التقيد بآداب الكتابة وعدم التجريح .
يقول الكاتب معرفاً الحب : هو ذلك المقدار من الاحتياج للأشياء من حولنا عبر تيار الشعور لترجمة كمية المشاعر والأحاسيس القولية والفعلية والمكانية.
ونخرج من الجدل بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من المسلمات التي لا جدال فيها .
المشاعر والأحاسيس القولية : جميع العبارات اللطيفة وكلمات الحب والرومانسية التي يميل لها القلب وتعشقها الآذان ويطرب لسماعها ويكون لها وقع في النفس والفؤاد وتأثير في العقل .
المشاعر والأحاسيس الفعلية : نستطيع أن نعبر عن ذلك بالاهتمام المبالغ فيه وتلبية الحاجات كالهدايا وتقديم العون والمساعدة والوقوف بجانب الآخر في أصعب الظروف مما يولد رابطاً قوياً وثقة لا حدود لها
المشاعر والاحاسيس المكانية : القرب من الحبيب والتواجد دوماً في المكان الذي يكون فيه مما يساعد في ملء الفراغ والحضور الدائم فالقريب من العين قريب من القلب .
وتتطور العلاقات الإنسانية بهذه المؤثرات وقد يكون الحب حقيقياً وقد يكون مصطنعاً.
أما الحقيقي فهو الذي يبنى على الصدق ويكتب له الخلود وأما المصطنع فهو الذي يبنى على المصالح وينتهي بانتهائها.
أما العادات والتقاليد : فهي تلك الأعراف المجتمعية والقيود الإجتماعية التي قد تطغى على الدين في تنظيم سلوك المجتمعات وتختلف من بلد لآخر ومن قبيلة لأخرى ومن منطقة لمنطقة ومن لون لآخر .
أثرت هذه العادات والتقاليد تاثيراً كبيراً في مسار قصص الحب فبعضها انتصرت فيها العادات والتقاليد وبعضها انتصر فيها الحب.
والمتتبع لقصص الحب عبر العصور يجد أكثرها انتصرت فيها العادات والتقاليد فكان عنترة وعبلة ، وكثير عزة ، وجميل وبثينة وقيس ولبنة ، ومجنون ليلى وغيرهم من مجانين الحب.
وكم آلمت العادات قصص الحب وألحقت بها الهزائم في مجتمعاتنا في التفريق لعدم تكافؤ النسب ، او أن البنت لابن عمها او …..!!!!؟؟؟؟
بعيدا عن الدين الذي خص وشرع اختيار الزوجة الصالحة تمثل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه وفيما تنكح المرأة أربعة خصال والكثير من الآيات والأحاديث الدالة على سمو ذلك بعيدا عن قوة العادات والقيود .
واذكر بعض الحالات لمواقف واقعية .
تقول امرأة في الخمسين من عمرها بينما انا جالسة حضرت إحدى قريبات أبي تخطبني لابن عمي ولما وقع الخبر في اذني هممت قائمة وقلت هذا الزواج لا اريده فنهرتني امي ، وتقول فذاك يوم وهذا يوم ولم يزوجوني بابن عمي رغما عني وتزوجت من خارج العائلة وكان رجل شديد الغيرة و كنت أطيعه حباً وكرامة فكان إخوانه ورفاقه من المعددين وتخليداً لحبي له لم يتزوج علي وفاً منه .
ويقول آخر كان يحب فتاة حال بين الزواج بينهم العادات فقال لها ماذا ستفعلين بعد زواجي قالت أعرف شاب يحبني ويتمنى أن احبه وسوف أحاول حبه فاذا نجحت تزوجت به وإلا بحثت عن حب آخر لا أؤمن بزواج بدون حب فتزوجت فعلاً من ذلك الشاب اما حبيبها فقد تزوج الاولى ثم الثانية ولحق بالثالثة وربما تزوج الرابعة .
وشاب آخر أحب فتاة لم تحبها امه فقالت له لو كانت أخر بنت في العالم لن تتزوج بها فتزوج غيرها ولا زال يبحث عن اخرى ليتزوجها .
ومن الطرائف يحكي لي أحد الشباب أنه خطب أبنة خاله وفي يوم حضر عمه لخطبة أخته فلما تمت الخطبة يقول الشاب قال عمي وبنتي لفلان يقصده يقول فوقع علي الخبر كالصاعقة وتزوج بابنة خاله وبعدها تزوج أبنة عمه.
وفي موقف آخر عندما تزوج رجل من خارج القبيلة لم تتقبل أمه تلك الزوجة وفي اقرب فرصة زوجته باخرى من نفس القبيلة .
والقصص كثير ولكن لاحد الرجال حكمة عجيبة في الاختيار فقال أتعرف النظرة الشرعية سرها الهي ولكن إذا تحققت فقلت كيف فقال لقد دخلت اكثر من 20 بيتا للخطبة ورأيت من الجمال ما لا يوصف ولكن لم يتحقق في نفسي القبول والرضا وهو أن تقع في نفسي وأسر برؤيتها جميعهم لم يقع السرور في نفسي برؤيتهم إلا واحدة وما زالت تعيش مع ذلك الرجل .
ولصديقتي الاديبة التونسية نورة عبيد تعليق جميل حول الموضوع :
قالت : “مقال متنوع ، ومهم فقط عنترة وعبلة قصة حب من العصر الجاهلي ، أما بقية القصص من العصر الإسلامي الأوّل.
رغم أنّ العادات والتقاليد تتحكّم في الزواج والمصالح. فإنّ قصص الحبّ الثورية تجاوزت العادات والتقاليد والدين ووجدت لحياة المحبين مبررا الوجود والحياة المشتركة. وهنا لا بدّ ان نميّز بين الحبّ والانفعالات العاطفيّة… الحبّ المشترك يستطيع مقاومة أي ظرفيّة ويتجاوزها رغم تعدد الصعاب”
اطلت عليكم امل مشاركتكم بارائكم في الموضوع لتعم الفائدة وينتصر الحب .
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سلمان ابو سعد
10/01/2022 في 12:12 ص[3] رابط التعليق
الزواج وفق العادات والتقاليد هو السائد في مجتمعنا لكن تن حب نادر الحدوث
وايضا زواج المصالح غالب لكل ذلك
الكاتب
13/01/2022 في 10:05 ص[3] رابط التعليق
شكرا سلمان كفانا الله واياكم زواج المصالح ورزقنا الحب الصادق والاخلاص في القول والعمل
ابو عماد
10/01/2022 في 3:43 ص[3] رابط التعليق
عندي سؤال مهم لماذا ينتهي الحب وتموت
المشاعر الجياشة بمجرد ان يجتمع الرجل بالمرآة
الكاتب
10/01/2022 في 11:41 ص[3] رابط التعليق
ابو عماد مع التحية لك لا ينتهي الحب ولكنها حالة من حالاته فقد لا يجتمع الحبيب بمن يحب طوال عمره ويظل
الحب مستمرا متوقدا
الياس الهوساوي
11/01/2022 في 8:54 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل رائع
أرى علينا تخطي بعض التقاليد البالية في مجتمعنا
الكاتب
11/01/2022 في 11:48 م[3] رابط التعليق
التقاليد باقية لكن المهم العزيمة
والإصرار وتطبيق نظرية التغيير
شكرا اخي الياس
الكاتب
11/01/2022 في 11:49 م[3] رابط التعليق
التقاليد باقية لكن المهم العزيمة
والإصرار وتطبيق نظرية التغيير
شكرا اخي الياس
ياسر
12/01/2022 في 5:34 م[3] رابط التعليق
العادات والتقاليد تهزم الحب ولكن يبقى لناصر في يوم من الايام ويظهر بأحلى صورة بين المتحابين
الكاتب
13/01/2022 في 10:03 ص[3] رابط التعليق
غالباً او اكثر صور الحب كذلك وفعلا تظهر الايام احلى صور التضحيات واروع امثلة الحب والاخلاص فتلك ماتت وهي
تزور قبر حبيبها والاخر اعتزل النساء وهام على وجهه وغير ذلك كثير فكما احب الرجال واخلصوا في الحب كذلك
النساء شكرا ياسر