وسط اجواء ايمانية تعلوها السكنية والاطمئنان
جموع الحجاج يكملون الركن الخامس .. ويستعدون للنفرة من عرفات بعد مغرب يوم اليوم الخميس
اتم المسلمون اليوم الخميس التاسع من شهر ذى الحجة الركن الخامس والاهم من اركان حجهم عندما وقف أكثر مليوني ونصف المليون مسلم ومنذ الساعات الاولى من فجر اليوم قادمين من داخل المملكة ومن كل اصقاع العالم على صعيد عرفات الطاهر ، بيسر وسهوله وسط عناية امنية فائقه ، وتوفر جميع الخدمات والسلع الضرورية والثانوية في مدينة اليوم الواحد والتي اكتست حلة بيضاء في يوم الحج الأكبر ، وسط تغطية اعلامية دولية واسعه ، وقضى جموع الحجيج يومهم مكبرين مهللين تعلوهم السكينة والرحمة ، في أجواء روحانية منيبون لربهم ، ملبين نداء الحق ” وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق ” باكين خاشعين ذليلين متوجهين إلى الله بقلوبهم وأبدانهم شعث غبرا ، مسكبين العبرات ، بقلوب خاشعة وأعين دامعة ، ملابسهم بيضاء كبياض الثلج ، ومساكنهم بيضاء تسر الناظرين .
وأدى المسلمون صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا ، واستمعوا إلى خطبة عرفات وأم المصلين في مسجد نمرة معالي الشيخ سعد الشتري ، ثم وقف الجميع متوجهين صوب قبلتهم منيبين إلى ربهم ملبين دعوته مكبرين مهللين باكين خشوعا للواحد الأحد ، وقضوا يومهم في عرفات الله ، واكتسى جبل الرحمة بياض ناصعا ولم يبقى منه جزء ظاهر إلا شاخصة الشامخ ، انتشر رجال الأمن في صعيدها شرقا وغربا مقدمين خدماتهم لجموع حجاج بيت الله الحرام ، وانطلقت فرق الكشافة تبحث عن التائه ، وتسقى العطشان ، وتعين المريض ، وتنفذ اللهفان ، وفتحت المراكز الصحية أمام المحتاج أبوابها وقدم العاملين فيها خدمات جليلة أعانت الحجيج على أداء نسكهم بيسر وسهولة متمتعين بصحة وعافية ، ومكن المرضى المنومين من أداء الفريضة بقافلة الصحة ، بعث الله رحمته على عبادة بأجواء لطيف ، وقاوم المنظمون حرارة الشمس الحارقة برزاز الماء الملطف
وانتشرت مبرات الخير والإحسان لتصل إلى الحاج بحثا عن الأجر والثواب ، لم تسجل المؤن من المياه والمرتبطات نقصا قط ، وأسهم قطار المشاعر في نقل من أقلتهم في أجواء مطمئنة ، فصل رجال الأمن الأشاوس حركة المركبات عن ارتال البشر الراجلة ليسهموا في تحقيق السلامة . حتى الحرارة تمت مقاومته باستخدام رزاز الماء عن طريق التمطير الصناعي الموجود في مناطق الكثافة في عرفة حول جبل الرحمن ، ومسجد نمره والساحات الكبيرة في منظومة جسدت وأكدت العمل الجبار والكبير الذي تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير محمد سلمان بن عبدالعزيز من اجل راحة وسلامة ضيوف الرحمن وتمكينهم من اداء نسكهم بيسر وسهولة
وسيقفوا زلف من الليل في مزدلفة الواقعة بين مشعري منى وعرفات وعند المشعر الحرام عملا بقوله سبحانه وتعالى :(فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام). ، في اجواء ايمانية تحفهم الملائكة ويتفاخر بهم الرحمن عزة وجل ، ويؤدوا صلاتي المغرب والعشاء قصرا وجمعا ويبتوا ليلهم ، ويجمعوا جمارهم في طريقهم إلى مشعر منى