نحن كعادة البشر نميل للاستقرار وحب المكان والانتماء الجماعي، ولاتزال رحلتنا في الحياة للبحث عن الشغف والمكان الذي نجد فيه احلامنا وامالنا ونحتمل مشقة السير وقطع المسافات ركضا وراء تحقيق ذلك كما وصف الشاعر
واذا كانت النفوس كبارا. تعبت في مرادها الاجسام
فالطموح والشغف لا حدود له ولا مكان ولا زمان. حيث وجدته امضي اليه فعلو الهمة وكما ذكر الأستاذ عبدالفتاح ابوغدة في كتابه صفحات من صبر العلماء قال (وما ابتلي الانسان قط بأعظم من علو همته، فأن من علت همته يختار المعالي، وربما لا يساعد الزمان وقد تضعف الالة، فيبقى في عذاب) انتهى.
ولكنك تظل في عبادة العلم والعمل ولاتزال تكسب الاجور العظيمة والحسنات الجليلة ما دمت مقبلا لها بإحسان واخلاص وثبات
الان وفي هذا الزمان البحث عن الشغف لا يكلفك كثيرا من حيث المادة العلمية سوى البحث والتقصي للمعلومات الصحيحة والمصادر الموثوقة حيث تعددت وتنوعت ابواب البحث ووسائلها، ولا يلزمك السفر بعيدا وتحمل تكاليفه والاهم البحث عن رفقاء الطريق والدعم الدائم والتحفيز المستمر والتنافس الشريف من اقوى سبل الثبات والانطلاق فالتفكير بعقول متعددة ومناقشة العقول دون جدال تفتح افاقا اكبر وفهما اعمق كلا يصيب من موقعه ويضرب سهما في مكانه وتتجلى الصورة الواضحة والاركان الثابتة وتظهر النتيجة متوازنة وواقعية فاختيار الرفيق قبل الطريق مهم جدا ومن أقوى سبل رفع الهمم والتنافس الشريف .