يعيش طلاب معهد “inlingua” لتعليم اللغة الإنجليزية في العاصمة واشنطن أوضاع اجتماعية رائعة جدا داخل اروق المعهد وخلال الاستراحة بين “الحصص” الدراسية ـ، ويلتقى الطلاب من جميع الجنسيات بألفة كبيرة ، ويمارسوا بعض الألعاب الاجتماعية في بهو المعهد ، بحميمة وود
وخلال فترات الراحة تابعت بعض الطلاب ، وعشت بعض المفارقات بينهم ، لكن اسلط الضوء على طالبين احدهما يعد الأكبر سننا في المعهد بما فيهم الجهاز الاشرافي والأخر أصغر سننا على الاطلاق ، حيث يتواجد الطالب نور علي بختخور القادم من جمهورية كازخستان والبالغ من العمر 73 عاما ، بهمة عالية ويحرص كثيرا على الحضور بانتظام ، بشكل يومي ويحضر الــــ” class” باهتمام كبير قليل الاستئذان والغياب
وهو رغم أنه في العقد السابع من عمره لكنه friendly مبتسم طلق الوجه دائما ، ويجد قبول من جل الطلاب والطالبات في المعهد
و”نور علي” أب لولدين وبنت ، موظف حكومي متقاعد كان يعمل في وزارة التعليم في بلاده ، وطموحه في تعليم اللغة الإنجليزية بدون حدود ، ويظهر ذلك في حرصه في الحضور والجلوس على مقاعد الدراسة مع مجموعة من الشباب والشابات بأعمار ابناءه وبناته بعد أن بلغ من العمر عتيه ، ضاربا أروع المثل في علو الهمة ، والطموح الكبير ، مجسدا مقولة العلم من المهد إلى اللحد
و”نور علي” كغيره من البشر يسعي لتعلم لغة قوم جديدة ، لتضافه إل معارفة في الحياة خلال مشوار تجاوز سبعة عقود من الزمن
وفي المقابل يتواجد الطالب محمد ياسر العرقوبي أبن التسعة عشر ربيعا كأصغر طالب في المعهد القادم من المملكة العربية السعودية مرافقا لشقيقة والدته “خالته” ، ثم ما لبث وان فكر في استغلال الفرصة المتاحة له وتقدم بطلب تحويله إلى مرافق دارس ، وجدت في هذا الشاب الجد والاجتهاد والطموح الكبير ، ويتميز بالأدب ، ويملك عقلا متفتحا لا تجده في شاب في العشرين في هذا الزمن كثيرا ، وفي بلد مفتوحة فتولدت الرغبة لدي لمعرفته أكثر ، وحين تبحرت في أعماقه وجدته يافعا ذا عقل يانع
فهو يتحدث عن والدته باعتزاز حيث يقول انها مربية فاضلة وتربوية تعمل في مجال التربية والتعليم وسيدة اعمال من الطراز الرفيع ، وعرفت انه يعيش في استقرار عائلي أي في وسط عائلة متفتحة متعلمه ليس لديهم التعقيدات المجتمعية فنتج عنه شخصية “محمد” البسيطة المتفتحة المتميز بالأدب والاحترام
يتحدث “العرقوبي” عن الحياة الجديدة في بلادنا باعتزاز معبرا عن رضاه التام عن السعودية الجديدة ويقول ” أتحدث الان عن بلادنا هنا مع الأصدقاء بافتخار ، واعتز بالحراك الحاصل في الوطن ، والنشاط الكبير في الترفيه والرياضية وكل مناحي الحياة ”
وفي معرض حديثه ذكر أنه خاض تجربة عمل بعد الانتهاء في دراسة المرحلة الثانوية في القطاع الخاصة وطبيعة العمل الالتقاء بالأجانب كثيرا مما ولد لديه ثقافية وافيه عن كيفية التعامل معهم
وفي ظروفه الاجتماعية والمعيشية ذكر العرقوبي أنه يمارس الطبخ ويغسل ملابسه وحياته أصبحت أكثر حيوية ، يخرج مع زملائه ويرتاد المقاهي الخاصة هنا في حدود الوقت المتوفر له ، ويشاركهم الاحتفالات العامة والخاصة في أطار المسموح والمباح
و”العرقوبي” يطمح كغيره من الشباب الواعي اكمال دراسته بالالتحاق بالبعثة بعد مرحلة اللغة ويرغب في التخصصات النادرة
الخلاصة ، الفارق العمري بين الطالب “نور علي” الأكبر سننا في المعهد ، والطالب محمد العرقوبي الأصغر عمرا في المعهد نحو 54 عاما ، بكنهما متساويان في طموحهم في البحث عن المعرفة والرغبة في تعلم لغة جديدة غير لغتهما الام ، رغم اختلاف الأهداف في مشوار الحياة لكن الطموح والرغبة في التعليم هو القاسم المشترك بينهما رغم الفارق الزمن الذي تجاوز نصف قرن من الزمان