يَوْمٌ مِنَ التَّارِيخِ طَابَ غِرَاسُهُ
وَامْتَدَّ فِي عُمْقِ الزَّمَانِ أَسَاسُهُ
سَعِدَتْ بِهِ الْأَيَّامُ فِي دَوَرَانِهَا
وَتَرَنَّمَتْ بِصَهِيلِهِ أَفْرَاسُهُ
قَدْ أَيْقَظَ التَّارِيخَ بَعْدَ سُبَاتِهِ
فَصَحَا عَلَى قَرْعِ الْبِنَاءِ نُعَاسُهُ
وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَجْهُ جَزِيرَةٍ
وَكَذَا الصَّبَاحُ تَعَطَّرَتْ أَنْفَاسُهُ
وَأَضَاءَ نَجْدًا حِينَ أَشْرَقَ مَجْدُهُ
فَاخْضَرَّ مِنْ بَعْدِ الْجَفَافِ يَبَاسُهُ
كُلُّ الْمَدَائِنِ حَوْلَهُ قَدْ رَحَّبَتْ
أَمَّا الْحِجَازُ فَزَغْرَدَتْ أَعْرَاسُهُ
حَتَّى الرِّمَالُ تَهَلَّلَتْ وَاسْتَبْشَرَتْ
وَالْبَحْرَّ هَلَّ وَقَدْ زَهَا أَلْمَاسُهُ
يَوْمٌ تَأَسَّسَ لِلْحَضَارَةِ مَعْلَمٌ
وَبِهِ تُطُرِّزَ لِلسُّمُو لِبَاسُهُ
قَامَتْ عَلَى أُسُسِ الْعَقِيدَةِ دَوْلَةٌ
فَسَمَا بِهَا عَدْلٌ وَعَزَّ قِيَاسُهُ
سَيَظَلُّ هَذَا الصَّرْحُ يَنْسُجُ مَجْدَهُ
وَمُحَمَّدٌ لِمُحَمَّدٍ نِبْرَاسُهُ