إدارة الموقع 

لم أكن أتوقع يوماً ما أن أتعلق بقط أو أحد الحيوانات الأليفة.. ويصبح هذا القط ضيفاً خفيف الظل لطيفا.. استطاع أن يجعل له مكاناً في قلوبنا. .وأن يملأ أجواء البيت طاقة إيجابية.. فقد عاش هذا القط معنا قرابة السنة.. كنت خلالها اكتشف شيئاً جديداً في شخصيتي من خلال تعاملي معه..
والذي كنت أعجب منه أنه كيف استطاع أن يجذب الآخرين بملاطفته وحبه والتقرب إليهم و لي أنا شخصياً!! بأن يجلس دائما بقربي وفي حضني وكأنه يتلمّس مشاعري.. وما كان يلفت نظري حقاً.. انصاته واستماعه لي وأنا أرتل القرآن مستشعرة بذلك قول الله تعالى { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} الإسراء
ويشاء الله أن يمرض هذا القط مرضاً لا برء منه.. ويموت في مشهد جعل من في البيت يبكي عليه وبحرقة..
مات هذا القط وترك لي أثر تجربة
وذكرى لا تنسى.. فقد تعلمت منه أن الرحمة ليست في الإنسان فقط لكنها في الحيوان أيضاً.
{ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} الأنعام
ومن شمولية الإسلام وعنايته.. أن جعل للحيوان حقوقاً يجب أن تصان ولا تعذب وتُهان..
ومنه ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ.. صحيح البخاري
وغفر الله لرجل سقى كلباً كان يلهث من العطش.. حديث صحيح
إن رحمة الإنسان لاتقف عند حدود من هم من جنسه… لكنها تتعداه إلى الحيوان.. لا سيما القطط.. ولأنها من الطوافين في البيوت كما ذكر ذلك أبي قتادة أنه عليه الصلاة والسلام قالَ في الهِرَّة أنَّها ليست بنجَسٍ إنَّها منَ الطَّوَّافينَ عليكم أو الطَّوَّافاتِ.. حديث صحيح
وسمّيت القطط بالطوافات لكثرة دخولها على أهل البيت وطوافها عليهم..
يقول الدكتور رايكة هامر بأنه توجد لغة بين الإنسان والحيوان للتفاهم. تسمى اللغة البين حيوانية البيولوجية
للمخ.. وأن العقل البشري يتطابق مع عقل الحيوان.. هذا ما تبين من خلال الصور و الرسم الحاسوبي cct
الفرق بينهما أن مخ الإنسان يتطور ويفكر ويميز.. ويختلف حجماً وقدرة.
يقال أيضاً أن هناك تواصل عاطفي بين الحيوان الأليف والإنسان.. وتبين
أن 62 % من البشر يقولون أن حيواناتهم تفهم ما يقولونه.. ويتفاعلون معهم.. مثل الكلاب والقرود والقطط..
وبعض الدراسات صنفت تعلق البشر بالحيوانات.. لفقدانهم التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.. الأمر الذي يجعلهم في حاجة إلى أنيس.. أو ليشعروا بالأمان معهم في حال عدم وجود من يتبادلون معهم الأفكار والمشاعر.
إن الانجذاب إلى الحيوان يعتبر أمراً فطرياً ملازماً للإنسان ما بقيت دورة الحياة.. وما علينا إلا العناية والرحمة بهم.