الكيانات العظيمة من حيث الحجم أو القوة أو التأثير عندما يراها الإنسان يتبادر إلى ذهنه مباشرة سؤال بحجم ذلك الكيان، وهذا السؤال هو ( من هو مؤسس هذا الكيان العظيم ) ؟ .
إن فكرة تأسيس شركة أو مؤسسة لها تأثير ولها أهداف تحتاج إلى نظرة ثاقبة وبعد نظر حتى تؤتي ثمارها حاضراً ومستقبلاً، فكيف إذا كانت الفكرة لتأسيس إمارة أو دولة، الإمام محمد بن سعود ذلك الشاب بل ذلك الإمام الذي له من الحنكة والصبر والجلد ما يفوق أقرانه في ذلك الزمن الصعب الذي يقل فيه المال والمؤونة والمنطقة التي يموج فيها الفساد ويعيث فيها المستعمر ظلماً وعدواناً، فقد استطاع ذلك الإمام بتوفيق من الله وبمعاونة رجاله وبحد سيفهِ الأجرب من تأسيس الدولة السعودية الأولى عام ( ١٧٢٧م ) والتي ما زالت مستمرة رغم نائبات الزمان والكر والفكر من حين لآخر وتؤتي ثمارها ليس فقط على الدولة السعودية الثانية والثالثة بل على الأمة العربية والإسلامية وعلى العالم أجمع .
فكرة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله لا تقل أهمية عن فكرة تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله ، فالمؤسس والموحد قادوا ملاحم من الفخر سجّلت في ذاكرة الوطن والمواطن، يرويها الآباء للأبناء جيل بعد جيل ، ولكلٍ من المؤسس والموحد عند الله أجر عظيم .
إن الأحتفال والأحتفاء بذكرى يوم التأسيس وذكرى يوم التوحيد هو عرفان لأهل الفضل بما قدموه من تضحيات وجهد وتعب ودماء اريقت على ثرى هذه الأرض المباركة حتى بلغ هذا البلد ما بلغه من تقدم في جميع مناحي الحياة وخاصة في خدمة الحرمين وضيوف الرحمن .
من يوم بدينا والاستمرار ليس هو الهدف الأساسي الوحيد من تأسيس الدولة السعودية ولكن أن يكون لها حضور بين كبريات الدول وكذلك التطوير المستمر والسير للأفضل ، وهذا ما فعله جميع الملوك السابقين -رحمهم الله- ، وما زال التطوير والسير للأفضل مستمر برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي عهده محمد بن سلمان -حفظهم الله-.