تشهد اللغة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية إقبالا كبير ومنقطع النظير، ويحرص عشرات الأشخاص سواء الأمريكان أو الجنسيات والأعراق الأخرى التي تعيش في بلاد “العم سام” على تعليم هذه اللغة الجميلة، وفي المقابل يحرص العديد من المهاجرين العرب على تقديم ما يستطيعون من جهد لتعليم الراغبين في تعليم لغة “الضاد”
ففي مكتبة ارلنغتون العامة على سبيل المثال هناك نشاط ثقافي يعنى بتقديم فصول محادثه مجانية للغات مختلفة تأتي “لغة القرآن” في مقدمة تلك اللغات إلى جانب فصول للغة الإنجليزية، والإيطالية والألمانية وغيرها، يقدمها عدد من المتطوعين لمدة ساعة أسبوعيا، ويستفيد منها غير الناطقين بها من مواطنين ومقيمين “كبار السن”
وكانت لي تجربة شخصية في حضور فصول تعليم اللغة العربية والإنجليزية، أحضر في الأول لأتابع من يحاولون تعلم واحدة من أصعب اللغات في العالم “العربية” عند من لا يجيد العربية، وأحضر الثاني للتعلم والاستزادة وتقوية اللغة، وقضاء وقت ممتع ومفيد بين جنبات هذا الصرح الكبير (مكتبة ارلتغتون العامة Arlington Public Library) ، ومن خلال هذه التجربتين استطعت تكوين “مجموعة مقايضة” بدأنا نتلمس وإياهم حاجة كل طرف منا للأخر، وشرعتُ أقدم لهم حصص عملية وممارسة ميدانية تسهل لهم اللغة، ثم أسعى للحصول على وجبات مفيدة من ممارسة اللغة حتى باتوا زملاء لي نلتقي أسبوعيا، نذهب إلى أي مكان عام ، مقهى، أو مطعم أو مركز اجتماعي أو حديقة عامة حتى، ونقسم وقت بقائنا معا بين التحدث باللغة العربية، واللغة الإنجليزية ، ليحصل كل منّا على مراده، إلى جانب اللقاء الاجتماعي الذي يتم خلاله تبادل الخبرات وتعريف كل شخص منا للآخرين بعادات وتقاليد وبلاده، وهذه التجربة واحد من أميز التجارب العديدة التي عشتها وأعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وأتمنى من المكتبات العام في بلادنا تقديم مثل هذا النشاط الثقافي للإسهام في نشر اللغة العربية، وأيضا تقديم فصول بلغات متعددة لاسيما وان المواطن والمقيمين يحتاجون كثيرا لهذا الجانب
وخلال اللقاء ظهر لي جليا مدى معرفة جل الأصدقاء في “مجموعة المقايضة” عن بلادي المملكة العربية السعودية وكان ذلك مصدر فخر واعتزازي لي ، وما أن ابدا في الحديث معهم عن جانب في بلادنا الا وجدتهم يعرفون الكثير عنهُ ، ففي راي على من يجيد العربية أن يسعي لتعليمه لغيره .فايها الناطقون بلغة “الضاد” انشروا العربية فهي مطلب .