بقلم القانونية – رهام عبدالله الصالح
قد تتعرض السفينة اثناء إبحارها لخطر تلاطم الامواج او هبوب رياح عاتية مما يعصب عليها اكمال سيرها بشكل سليم, وفي سبيل انقاذ السفينة من الغرق يضطر الربان ( قائد السفينة ) الى التضحية ببعض الحمولة والقائها في البحر, او قد يقع للسفينة حادث بحري ويتعين على الربان في سبيل إعادة تعويمها او انقاذها دفع مصاريف استثنائية معينة وتسمى الخسارات في هذه الحالتين الخسارات المشتركة.
اذاً يمكن تعريف الخسارة البحرية المشتركة بأنها : التضحية او الرمي في البحر والمصاريف الغير عادية التي ينفقها الربان لتجنب الخطر الداهم الذي يهدد السفينة وركابها وسميت خسارة مشتركة لان جميع من على السفينة يساهم في تعويض هذه الخسارة.
يشترط لتحقق الخسارة البحرية المشتركة اولاً: وجود خطر جسيم ( خطيرٌ فادح ) يهدد السفينة ويعرض حمولتها من بضائع وركاب, للاصابة بالاضرار ويكون هذا الخطر ناشئ عن قوة قاهرة (:ويقصد بها الاحداث المفاجئة التي لايمكن توقعها اثناء الرحلة البحرية ولا يمكن دفعها او تجنبها ) , مثل حالة التصادم بين السفن والاعاصير الشديدة وغيرها, مما يستدعي القاء بعض من الحمولة لإنقاذ السفينة او انفاق اموال لإصلاح العطب الذي اصابها جراء الحادث, اما اذا كان الخطر ناشئ عن خطأ صادر من قبل الربان فلا تدخل هذه الحالة في الخسارة المشتركة , وكذلك يجب ان تكون التضحية قد تمت باختيار الربان فعلى سبيل المثال :ان يقوم الربان بالقاء البضائع بارادته بالبحر في سبيل انقاذ السفينة من الغرق, وليس بفعل القوة القاهرة كالرياح العاتية التي القت بالبضائع في البحر, فاذا كانت الرياح هي المتسببة بالقاء البضائع بالبحر فلا نكون بصدد خسارة بحرية مشتركة؛ لانه لم تقع تضحية اختيارية من جانب الربان, وايضاً :يجب ان تكون التضحية من اجل السلامة العامة ويقصد بها سلامة الرحلة البحرية بأسرها أي سلامة السفينة والبضائع والاشخاص المتواجدون على متنها.
واخيراً لايشترط تحقق نتيجة مفيدة لانقاذ السفينة بل يكفي محاولة تحقيق النتيجة المفيدة في سبيل دفع الضرر فعلى سبيل المثال:اذا استعان الربان في حالة جنوح السفينة بقاطرة لاعادة تعويمها ولم تنجح القاطرة في تسيير السفينة , فإن جميع المصاريف (الخسارات) التي انفقها الربان في هذا الشأن, تعد من الخسارات المشتركة التي يساهم الجميع في تعويضها.