أنا طبيب وأردت أن افرح بأمي وأن افرحها بعد رحلة استشفاء بين أروقة المستشفيات في مكة المكرمة، وبعد جهد كبير قام به أطباء سعوديون أكفاء في أفضل المستشفيات الحكومية، التي زودتها حكومتنا الرشيدة بأحدث الأجهزة الطبية مما يدل على الاهتمام بصحة المواطنين وتحسين نوعية حياتهم، وتحسين جودة الخدمات المقدّمة، فبعد خروجي من المستشفى ذهبت بأمي الى أرقى وأفخم محل لحلويات والمعجنات والآيسكريم بمكة المكرمة آملا إدخال السرور الي قلبها وإشعارها بالعودة الي الحياة الطبيعية بعد أن من الله عليها بالشفاء ولكن مازالت تحت آثار المرض من ضعف ووهن وعجزها على المشي أو الوقوف، وعندما كنا نتأهب لدخول محل الحلويات تفاجأنا بأن هذا المعرض الفخم ليس به مزلقان (لسير الكراسي المتحركة) فانزعجت جداً ولاحظت ذلك الشعور في تعابير وجه أمي ودعوتها لي بالعودة الي البيت ولكني أصررت على أن افرحها وآخذها بجولة في المعرض لتختار ما يحلو لها ولبيتها فحملتها بين يدي ويشرفني ذلك فقد حملتني 9أشهر وأرضعتني ورعتني إلى ان أصبحت طبيباً ولله المنة والفضل، ألا ان المفاجآت لا تزال تلازمنا وفي هذه المرة اكتشفت بأن المعرض ليس به مصعد للدور العلوي، فشعرت بعدم الارتياح وأخذت أمي تبكي لعدم قدرتها على المشي كما كان في السابق، وزاد همها بالشعور بالضعف والوهن. فتركنا المكان وقد تغلب الهم والغم على الفرح والبهجة بشفاء أمي الغالية بل أغلى ما لدي فلم تكتمل فرحتنا في ذلك اليوم.
ورغم التحول والتطور الكبير التي تشهده المملكة مع التحول الوطني والرؤية الطموحة 2030 والتي أثمرت بتطور كبير في جميع المجالات والتي من ضمنها رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والتي يحق لهم العيش كأي فرد من أفراد المجتمع الأصحاء بدون تمييز واتاحة كافة الخدمات والمطاعم ووسائل الترفيه والتعليم والتسوق وغيرها. فأين أمانة العاصمة والبلديات الفرعية والجهات التشريعية الأخرى خاصة أن العاصمة المقدسة هي الواجهة الدولية الأكثر أهمية حيث تستقبل ضيوف الرحمن من جميع أقطار الأرض ومنهم كبار السن ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة.