في ضوء إنتشار المعاملات المالية وأتساع نطاقها في القرن الواحد والعشرين، وتعدد أنواع البيوع بسبب التطور التجاري والاقتصادي وحاجة المجتمع الماسه كان لابد من توثيق هذه المعاملات ذات القيمة الكبيرة وكتابتها وذلك حفاظًا للحقوق من الضياع والنسيان، إلا أنه وعلى الرغم من تطور المجتمع غالبًا ما نجد العديد من الدعاوى القضائية التي تدور مشكلتها حول مطالبات المدعين بالحصول على حقوقهم الضائعة بسبب إنكار مدينيهم لذلك الحق، أو حتى الجهل، أوالنسيان لقيمة الدين التي كان من المفترض عليهم الوفاء بها لدائنيهم. وكانت لدائرة المعرفة، أو صلة القرابة والصداقة الشأن في تقاعس و تجاهل الافراد في عدم توثيق تلك الديون كون هذه المعاملات المالية تعتمد على الثقة والائتمان في نهاية الأمر إلا أنه قد تختل هذه الثقة بين الطرفين وبالتالي قد تحصل المشاجرات العديدة والتي من شأنها لجوء أطراف المنازعة في نهاية المطاف إلى القضاء من أجل استيفاء حقوقهم.
وانطلاقًا من قول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنو إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بكتابة الدين و توثيقه وكان من الواجب عند التداين كتابة قيمة الدين، وتحديد المدة التي من المفترض على المدين الالتزام بها من أجل الوفاء بالدين الناشئ في ذمته إلى الدائن بغض النظر عن صلة القرابة المبنية على الثقة او حتى دائرة المعرفة بين الطرفين، وبغض النظر أيضًا عن طريقة التوثيق سواء كانت عن طريق الكتابة التي تعد من أهم وأفضل وسائل توثيق الديون والتي تحفظ حقوق الناس وتبث في أنفسهم الراحة والطمأنينة ومنح الثقة بين الطرفين وعدم أكل الأموال بالباطل، أوحتى عن طريق الإشهاد والذي أمر به الله في البيع ودل على ذلك قوله سبحانه وتعالى {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ }، لذا فنجد أن التوثيق يلعب دورًا هامًا في أثبات الدين وعدم إنكار المدين لدينه، أو إنكاره لمقداره، أو موعد الوفاء به، كما أنه يعتبر وسيلة لمنع أي مشاجرة، أو منازعه قد تنشأ مستقبلًا، و من أجل تفادي اللجوء إلى القضاء.
اما على الصعيد القضائي فإنه في حال لجوء الطرفين المتنازعين في مسألة الدين، فإن التوثيق بالكتابة يعد من أقوى أدلة الاثبات التي يستطيع صاحب الحق الاستدلال بها أمام القضاء سواء كانت ورقة رسمية وموثقة صادره من كتابات العدل، أو حتى ورقة عاديه مكتوبه بين الدائن والمدين.
ما أريد إصاله أثناء كتابتي لهذا المقال أنه يجب أن يعي الجميع على رأسهم الشخص المدني وليس التاجر كون هذا الأخير يوثق معاملاته المالية بإنتظام وبعدم تجاهل، أنه يجب عليه أن يوثق أي دين قد ينشأ في ذمته دون الاعتبار بالثقة القائمة بينه وبين مدينه لأن الثقة في نهاية المطاف ليس شيئا مستدام وقد تكسر تبعًا لأي أزمة ماليه أو حاجة ماسه، وهذا التوثيق ماهو إلا ضمانًا لحقه من الضياع، أو الإنكار وتجنبًا لأي مشكلة تسبب العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع.
كتابنا
> أهمية توثيق وكتابة المعاملات المالية
أهمية توثيق وكتابة المعاملات المالية
29/03/2022 11:42 ص
أهمية توثيق وكتابة المعاملات المالية
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/183802/
التعليقات 1
1 pings
زائر
29/03/2022 في 5:34 م[3] رابط التعليق
👍🏻