في عالم الصحافة مدارس تتمثل في قامات صحيفة تركوا أثرا جيدا، لأنهم عملوا في زمن التحديات المهنية والعوائق الزمنية ائنذاك، ومكة المكرمة كما عودتنا دائما بأنها ولادة في جانب من الجوانب المهنية والاجتماعية والثقافية وغيرها
فهناك رجال قدموا الجهد ونحتوا الصخر من أجل تقديم عمل مهني راق، وهم ينقسمون إلى أجيال، وهناك صحافيين كانوا ملهين لنا في ذلك العالم المثير “عالم الصحافة” ليسوا بأقل شأنا من تلك المطبوعات التي عملوا فيها وخلالها
وَفِي هذه اَلزَّاوِيَةُ اَلْيَوْمِيَّةُ خِلَالَ اَلْأَيَّامِ اَلْمُبَارَكَةِ نُلْقِي اَلضَّوْءُ عَلَى مِشْوَارِ أَحَدِ هَؤُلَاءِ اَلرِّجَالِ اَلَّذِينَ أَمْضَوْا فَتَرَاتُ أَعْمَارِهِمْ فِي مِهْنَةِ اَلْمَتَاعِبِ، سواء الأحياء منهم – أطال الله في أعمارهم، أو الراحلين – عليهم رحمة الله-
وفي هذه الحلقة في اليوم الثاني عشر من رمضان نشير إلى المخضرم صاحب التجربة الطويلة والعطاء الكبير أستاذ الصحافة في حقبة من الزمن خصوصا في المنطقة الغربية، وقضى هذا المجال مشوارا ليس بقصير قدم خلالها جهدا كبيرا وترك أثرا واضحا لا يمكن أن يُمحى من ذاكرة من ينتمون إلى “الصحافة والإعلام” ومازلنا في حمى الحرم ، وفي زاويتنا اليوم نلقي الضوء على جزء من مشوار الراحل الأستاذ فوزي بن عبد الوهاب خياط – يرحمه الله- المتوفى في العام 2013م عن عمر ناهز 70عاما قضى جله في مهنة الصحافة ، وهو مكي المولد عمل رسميا في البريد السعودي لنحو 16 عاما .
مشواره في مجال الصحافة :
وفي جريدة الندوة بدأ محررا متعاون في العام 1972م، ثم تفرغ للصحافة في العام 1977 وعمل محررا بالقسم الرياضي، ثم رئيسا للقسم نحو 16 عاما، ثم سكرتيرا للتحرير، ثم مديرا للتحرير ثم نائبا لرئيس التحرير، ثم رئيسا للتحرير لمدة عامين واستقال بسبب ظروفه الصحية
وفي مشوار الصحافة تميز بكتابة زوايا بعنوان “كل اثنين” في جريدة “الندوة” وهو مقال اجتماعي يكتبه كل يوم اثنين بانتظام، ومقال بعنوان “على المكشوف” في جريدة “عكاظ” وهو مقال رياضي بامتياز، ومقال بعنوان “كلام متعرب عليه” في جريدة “البلاد” وهو مقال من الأدب الوجداني، إضافة إلى تقديم برنامج “كلمة محبة” يوميا عبر إذاعة البرنامج الثاني، وأستمر في الكتابة حتى العام 2013 قبيل رحيله من الدنيا تاركا إرثا كبيرا وحفر سيرته في أعماق الصحافيين والقراءة على حد سواء
ناشط ثقافي ومؤلف :
و “خياط” كان ناشط في التأليف إلى جانب عمله الصحفي فهو أصدر عددا من المطبوعات يأتي في مقدمتها كتابه الرياضي بعنوان “لمن الكأس” ، و”غشقة قلم ” ، و”مدينة العطر .. أنت ” ، مؤسسة جنوب آسيا .. والحلم ”
والراحل “خياط” بوفاته خسر الوسط الرياضي والصحافي والاجتماعي والثقافي واحدا من أعمدته حيث كان مثقفًا وَرِيَاضِيًّا وأديبًا ومتطورًا، يواكب في يومه العصر في كل شيء، ويمتلك دائما المعلومة، كان يحظى بحب الجميع من مسؤولين وإعلاميين ورياضيين، وهو متميز جدا في في عمله الذي بدأه من الصفر وتدرج حتى وصل رئيس تحرير لصحيفة الندوة، عرف عنه حب القراءة والاطلاع باستمرار
ويعد “خياط” أحد رموز ورواد الصحافة الرياضية والمؤسسين حقيقة لحرية القلم والكلمة في المجال الرياضي على وجه الخصوص، ومن الذين تخرجوا على يديه أجيال من الصحافيين تبوأ بعضهم مناصب قيادية وآخرون أصبح لهم شأن في عالم الكتابة الورقية، يملك قلما جريئا للغاية
شارك في مشواره في العديدة من المهمات والبعثات والانتداب سواء السياسية كرئيس تحرير أو رياضية بحكم بدايته في مجال الرياضة محررا إلى أن تراس القسم الرياضي
وفي وضعه الاجتماع كان “خياط” – رحمه الله- إِعْلَامِيًّا متزنًا وصاحب أطروحات إعلامية ورياضية متزنة وذات أفكار متطورة، أما على الجانب الاجتماعي والشخصي فدائمًا ما تجده في كل مناسبة ورفيق وصديق لمن يعرفه أو لا يعرفه، فهو رجل يملك من النواحي الاجتماعية والإنسانية الكثير
و “خياط” عندما كان رئيسا للقسم الرياضي في جريدة “الندوة” كانت تتميز بصفحات رياضية لها بصمة واضحة على مستوى ما يطرح من آراء نقدية ساهمت بشكل كبير في إبراز العديد من المواهب الكروية، كما منح كبار النجوم حقهم من الدعم المعنوي
نبأ رحيلة كان صادما :
ففي صباح يوم الأحد ال4 من شهر نوفمبر 2013 تلقى الوسط الإعلامي نبأ رحيل “خياط” بعد عمل طويل بلغ نحو 40 عاما من العمل في المجال الصحفي، حيث بدأ مشواره الصحفي في جريدة “البلاد” و “قريش” و “الرائد”، وعمل محررا في جريدة “عكاظ” إبان صدورها أسبوعياً، وأستمر بها ما بعد عهد المؤسسات الصحافية
وفي ظهر يوم الأحد ال4 من شهر نوفمبر في العام 2013 أديت عليه صلاة الجنازة بالمسجد الحرام وسط حشد من المسلمين، وشارك زملاؤه وأحباؤه في تشيع جنازته إلى مرقده في مقبرة المحلاة القريبة من المسجد الحرام وبوفاته طويت صفحة العطاء وأسدل الستار على مشواره الحافل، لكن يظل في ذاكرة الأحياء خصوصا من رافقوه وزاملوه وتابعوه من القراءة والأدباء ورفاق الدرب
هذا موجز وجزء يسير من سيرة نجم من رواد الصحافة، ولنا في كل يوم في الأيام المباركة وقفه من سيرة رائد من رواد الصحافة، وغدا وقفة جديدة تابعونا…