نعيش هذه الأيام الفاضلة ونحن نقطف ثمرة من هنا وهناك، في رحاب البيت العتيق!
“بادر” اسم على مسمى، إنها المسارعة إلى مساعدة الغير، وحبٌ إنسانيٌ لا يُتوانى عنه (فتية آمنوا بربهم) هؤلاء هم كشافة مكة المكرمة، بمركز بادر الكشفي، تمتعوا بعطاء لا نظير له.
فعندما أنظر إلى ما يقومون به خدمة لضيوف الرحمن، أجد نفسي أصبحت نضرة بهجة تتلألأ بالحسن؛ لأن من يخدم الناس تتجدد حياته وتزدان بالجمال!
شعرت أنني سعيد؛ لأن السعادة تكمن في أن تكون للآخرين نافعًا.
أنظرُ إلى ما يقومون به، فهذا يطبب جريحًا في طوافه، وآخر يحمل طفلًا صغيرًا لينتظر أمه حتى تفرغ من عبادتها، وآخر يساعد عاجزًا في رحمة وشفقة متمثلا قول الشاعر:
الدين حبٌّ وإيثارٌ ومرحمةٌ ** ورأفةٌ تسع الدنيا وتنتشر
وآخر كثير وكثير!
إن مساعدة الناس استثمار تأتيك منه الأرباح، في يوم ربما كان عسيرًا – أسأل الله العظيم في هذه الليالي الفاضلة ألا يحرم أبناءنا الكشافين الأجر – لنعلم أن قضاء حاجات الناس تجعل المرء أكثر إتزانًا، فما أحسن التربية الكشفية التي سعت إلى قضاء حاجات ضيوف الرحمن في أطهر البقاع، يقول صلى الله عليه وسلم ” الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ” ويقول أحد المربين: ” إن من أعظم مميزات الذوق الاجتماعي: أن تفرح الأطفال، وتنقذ المصابين، وتساعد المحتاجين، وتكون أنيقا طيبا لطيفا “.
إن الجميل وإن طال الزمان به ** فليس يحصده إلا الذي زرعا
هذا حال كل كشاف أرتدى المنديل الكشفي، وردد قائلًا: ” أعد أن أبذل غاية جهدي في أن أقوم بما يجب عليّ نحو الله ثم المليك والوطن، وأن أساعد الناس في جميع الظروف ، وأن أعمل بقانون الكشافة”
لقد وفيتم بهذا الوعد كشافة بادر، بل أتقنتم، وحالكم:
قيمة الإنسان ما يحسنه ** أكثر الإنسان منه أم أقل
وكنتم أوفياء والوفاء أجمل ما في الحياة:
ليس في الحياة معانٍ** هي أسمى من الوفاء وأجمل
هنيئًا لكم شجاعتكم، فالشجاع من يتبرع ويعطي ويقدم للناس شيئًا يحتاجون إليه ، ومن يفعل ذلك فقد بلغ أعلى درجات الكمال
هنيئًا لكم السعادة فالسعادة تكمن في أن تكون للآخرين نافعًا وأنتم كذلك.