اِلْتَقَيْتُ خِلَالُ فَعَّالِيَّاتِ اِسْمَعْنِي 5 listen to me تقام بمدينة الرياض بأبطال انتصروا على الإعاقة السمعية وضعف السمع، واستفادوا من زراعة القوقعة، عادوا إلى الحياة الطبيعة لم يركنوا أو يستسلموا لظروف الإعاقة، حتى باتو مندمجون في المجتمع كأفراد صالحين، وهناك نماذج كُثر تأتي في مقدمتهم طالبة جامعة الملك سعود الفنان والموهوبة التي تعاني من درجة من درجات الصمم والتي تواصل تعليمها في قسم النشاط البدني والرياضة شهد بنت سامي الروهيب التي قدمت ابداعاتها خلال المبادرة، فهي تقيم جناحا فنيا ضمن المعرض المصاحب لا سمعني 5 وتعرض خلالها لوحاتها الفنية
ففي مساء الجمعة قدمت “شهد” على مسرح واحة الملك سلمان الواقع في شارع التحلية واحد من إبداعاتها عندما شاركت بورقة علمية بعنوان “نقص السمع الوراثي” وقد أبكت العيون وهي تؤدي محاضرتها بثبات كبيرا أمام ناظري والدها إخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور سامي الروهيب، والذي لن يتمالك دموعه وهي يشاهد ابنته التي تعاني من الصمم وهي تتحدث وتستعرض كل فنون التقديم، وقد أبهرت الحاضرين بأدائها الراقي وسلاسة معلوماتها، وألهبت حماس معلمتها في التعليم العام، ومدرسها في المرحلة الجامعية الحاضرين في القاعة، مسجلين فخرهم واعتزازهم بأدائها
واستعرضت “شهد” خلال ورقتها العلمية القيمة، مراحل تقييم سلامة السمع لدى الأطفال منذ سن مبكر، ذاكرة طرق قياس سلامة السمع لدى الأطفال، وخطوات الكشفي المبكر، عارضة الأجهزة والتقنيات المساعدة في الكشفي عن صمم الأطفال
وعند “زيارتي” لمعرضها خارج القاعة وضمن أجنحة المعرض وجدته مرتبا منسقا وقد عرض فيه لوحات فنية ذات دلالات عميقة، فقدمت لنا شرحا لاهم لوحاتها التي تعتز بها ومرتبطة بأحداث مهمة في حياتها، وفي مقدمة تلك اللوحات المعروضة لوحة تحكي علاقتها بجدتها من أمها والتي ربتهم بكنفها واعتنت بهم، ومازالت تذكر وصيتها وتسائلها الأول في أي وقت تتواصل مع “هل ساعدتي أمك !! ؟” وهذا السؤال تركك أثرا كبيرا في نفس “شهد” مما جعلها تترك أشياء عديدة في سلوكها وتعتني بوالدتها مما انعكس عليها إيجابا في حياتها، ومختصر هذه اللوحة تظهر جدتها وهي تمسك بأدوات الخياطة “الخيط والمخيط” وبجوارها قبعة التخرج كون هذه الصورة تعبر عن حدث مهم في حياتها، فوفاتها صادف يوم تخرجها، وقد أظهرت حزنها وهي تشرح مدلولات اللوحة
وفي اللوحة الأهم بالمرتبة الثانية والتي تجسد ذكرى عمها “قريب ولدتها” القريب منهم والذي عانى طويلا مع مرض: السرطان “حتى انتقل إلى جوار ربه ولن تلتقي به في أيامه الأخير مما ترك أثر في نفسها، جسدتها خلال اللوحة
وتأتي لوحة المصباح” اللمبة “التي رسمت داخلها هيجان البحر وتلاطم الأمواج بالقارب، وأوضحت أن الحياة عبارة عن موج عالي وظروف صعبة لكن يأتي الفرج والتي رمزت له بالبرق الذي يأتي بالخير لينير الدرب للإنسان
و”شهد” في عقدها الثالث، لكنها كتلة من الثقة، وإبداع في المواجهة الإلقاء، وتسابق عمره ، واظهرت خلال الشرح على المسرح قدرة فائقة ادهشت والدها والحاضرين في القاعة، ثم أكملت ابداعها في شرح لوحات المعرض قي جناحها في المعرض المصاحب، فهي باختصار كتلة من الثقة في قالب انسانه، تتمتع بالكاريزما الراقية التي لا يصل إليها بعض المتخصصين في فن الإلقاء، وهي أحد مكاسب مبادرة أسمعني، كما يحلو لمشرف عام أسمعني الامير تهاني بنت عبدالعزيز آل سعود
ونمى إلى علمي أن “شهد” الفتاة السورية تبنوها السعوديين بكرمهم وحبهم للآخرين وحولوها من انسانة منطوية متوقفة عند حاجز الإعاقة في مشوار حياتها إلى قوة نافعة لنفسها والمجتمع حوليها عبرا أسمعني liset to me وباتت منتجة مقبلة على الحياة وتخلصت من امور عدة وخرجت من قوقعتها إلى فضاء التعامل البشري بدرجة الاذكياء المنتجين ، فتحية إلى هولاء العاملين الذين يقدمونه عملا راقيا في خدمة فئة عزيزة على القلوب امثال “شهر”