قبل عقود قلائل مضت ، أوصاني والدي ـ يرحمه الله ـ كما أوصى إخوتي ، بإكرام الحاج ، والعمل على خدمته ، وعدم النظر لما يجنى منه من عائد مالي ، ولا زلت أتذكر قوله ـ يرحمه الله ـ ( إكرم الحاج يكرمك الله ) ، وإكرام الحاج ليس بطعام يقدم أو هدية تعطى ، ولكن ببسمة ترسم على المحيا وكلمة جميلة تقال ، فوقعهما كبير على الحاج ، ولا يمكن له أو لأبنائه نسيان ذلك على مدى سنوات ، فكلما جاء موسم الحج تذكرك وتذكر موقفك معه وما قدمته له ، فإن قدمت خيرا ذكرك الجميع بالخير ودعوا لك ، فأحرص على أن تترك اثرا جميلا لدى الحجاج .
وأحمد الله أننا اليوم اصبحنا نرى جيلا من الشباب والفتيات يتطوعون للعمل في خدمة حجاج بيت الله الحرام مبتغين الآجر والمثوبة من رب العباد ، لا يسعون لكسب مادي بقدر سعيهم لكسب الآجر والمثوبة .
والمتابع لهؤلاء الشباب والفتيات يلحظ أن من أبرز السمات التي تميزهم خلال مشاركتهم في أعمال الحج ابتسامتهم التي لا تفارق محياهم ، لأن دوافع عملهم إنسانية وليست مادية ، لذلك نراهم فرحين بهذا العمل فخورن به ، مؤكدين أنه فرصة لهم لإثبات جدارتهم، وتحقيق أهدافهم المستقبلية .
فاللهم لا تحرمنا خدمة حجاج بيتك الحرام ، واجعلنا مبتسمين لهم دوما .
ــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com