يستعدُ ساكنوُ مكة المكرمة ، والمناطق المجاورة لها ومناطق الحج تحديدا جده ، والمدينة المنورة وما حولها، هذه الأيام للظفر بتاج الخدمات وسيد الأعمال ” خِدْمَةُ ضُيُوفِ بَيْتِ اَللَّهِ اَلْحَرَامِ “وهذا الاستعداد يأتي بعد توقف موسمين كاملين بداعي الاحترازات ضد فيروس العصر COVID- 19 الذي عطل كامل الكرة الأرضية عن الحياة الطبيعية، وعيّشَ جل ساكني كوكبنا العظيم في رعب وترقب وحذر، كبدهم خسائر لا مثيل لها، وما زالوا يدفعون ثمن تلك الخسائر
و” خِدْمَةُ ضُيُوفِ بَيْتِ اَللَّهِ اَلْحَرَامِ ” لأنها خير الأعمال وارفعها يختار الله -سبحانه وتعالى- من يظفر بهذا التاج العظيم، الذي لا يعرف حلاوتها إلا من عاشها وفقه الله لممارستها باي شكل من الأشكال ، فحين يقترب الموسم تعيش مكة المكرمة ومناطق الحج حراكا لا مثيل لها في العالمين ، فتشهد الأرزاق بركة، والأعمال وفره، والتجارة رواج، والخدمة بأجر وغير أجر انتشار، من سخر هذا..؟ ، ولماذا، يأتي القاصي والداني إلى مناطق الحج ..؟ يعمل ويخدم من أتى به إلى هذه المناطق ومن أماكن مختلفة، أنه الله -سبحانه وتعالى- يكرم ضيوف بتسخير خلقه، فلطالما أن الخدمة لضيوفه ، فالله سيختار ويسخر من يشارك فيها
وَأَنْ تَجِدَ أَعْدَادٌ مِلْيُونِيَّةٌ تَأْتِي مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، لَيْسُوا سَوَاءً فِي اَلْأَعْرَاقِ أَوْ اَلْأَلْوَانِ أَوْ اَلثَّقَافَاتِ أَوْ مُسْتَوَيَاتِ اَلْمَعِيشَةِ ، ويستطيع أقرانهم من الذي أكرمهم الله واختارهم للخدمة أن يقدموا الخدمة دون نقص أو تقصير فهذه حكمة فوق قدرة البشر بالتأكيد ، قال تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
وخلال حضوري لمناسبات رياضية كبرى كدورة الألعاب الأولمبية الصيفية أو الشتوية ، يعاني المستضيفون من الدول المتقدمة جدا، الأمرين ويواصلون الليل بالنهار من أجل خدمة عدد محدود لا يتجاوز الـــ13 ألف رياضي ورياضية، لا يأتون دفعة واحدة، وهم في الغالب متعلمون يعون التعليمات ويعرفون الإجراءات، وأيامهم لا تتجاوز في الغالب 3 أسابيع كحد أقصى، فكيف بالأعداد المليونية، أنها قدرة الاهية، فهو لوحدة في ملكوته جلا في علاه، سخر البلاد حكام ، ومواطنين ، ومقيمن لخدمة ضيوفه وسير امورهم كالساعة وأدق، رغم طول المدة واختلاف أماكن التنفيذ، لذلك فان كل المشاركين في الخدمة قد اختارهم الله وسخرهم بأمره تعالى لهذه المهمة
فَاَللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِمَّنْ اِخْتَرْتَهُمْ وَسُخِّرَتْهُمْ لِخِدْمَةِ حُجَّاجِ بَيْتَكَ اَلْحَرَامَ ، وَاَللَّهُمَّ لَكَ اَلْحَمْدُ عَلَى نِعْمَةِ اَلْجِوَارِ ، وَشَرَفَ خِدْمَةِ اَلْحَجِيجِ ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ اَلْعَبْدِ مَا كَانَ اَلْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، وَخَيْرَ اَلنَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ