حمم بركانية تحتدم داخل جوف الأرض بعد سنين من الصمت، وعندما تفور من مكامنها، يقيض الله لها من يستثمرها، في الوجه الصحيح الذي يعود بالنفع، تماما كمت هي قدرات ومواهب وملكات الإنسان ربما تبقى حبيسة بسبب أو لآخر، ولكن الإنسان الذكي عليه أن يُعمل عقله ويوجه طاقته الكامنة التي آن الأوان لخروجها بعدما تحقق لها من النضج والاستواء.
فرط السكوت من فرط الأذى سقمُ
قد يسكت الجرح لكن ينطق الألمُ
عند لجوئنا إلى الصمت يساور من حولنا شك في قدراتنا ومواهبنا، لأن كل ينظر من زاويته ومن حيزه الذي يهواه فيحكم على الآخرين كما يحب أن يراهم فيه هو فقط، ويعمم رأيه الشخصي في ذلك الإنسان على كل من يلتقيه ظنا منه أن نظرته القاصرة ستنطلي على كل ذي لب.
وعندما يحيط بنا سور من البشر السامة ..نبتعد و نختفي احتراما وتقديرا لأنفسنا ، ونبتعد مسافات عن الآخرين بدرجة مانكنه لهم من تقدير بلغة لايفهمها إلا أصحاب المبادئ والقيم والذين تأصلت فيهم قيم إسلامية وأعراف عربية أصيلة.
رسولنا الكريم والذي نهتدي بنور هديه أرشدنا بحزمة من الإرشادات – عندما تضيف بنا الأرض- علمه ربّه سبحانه في محكم التنزيل ( { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) سوره الحجر .
أجل إننا بشر نبكي ونتألم تارة ونفرح وتنشرح صدورنا تارة، هي الأيام كما هي دول ، وترتبط هذه وتلك بذكريات ومواقف لم نكن طرفا في صنعها ولكن نترك تلك الأطراف إلى ماذا تهتدي وكيف تصنع ويوما سيجلدها ضميرها الغائب، إلى أن يأتي ” لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ”
إلى ذلك الحين هل ستؤب إلى رشد وتتوقف عن أذى الآخرين ، وكيف لها أن تصحح كسر لايشعب..
٠وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها
شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ”
وبعد هذا وقبل الرحيل ثمة بصيص يرمم ماقد مضى .. أمل تفاؤل وفرح نرقبه وقد لاح بالأفق القريب وبفضل الله سينجلي كل هم ..
التعليقات 1
1 pings
زائر
15/06/2022 في 5:00 م[3] رابط التعليق
مقال جميل كله حكم كعادة درة الأحساء .. سلم قلمك … منى