في مثل هذا اليوم في العام 2019 آخر مركز كشفي أقيم لوزارة الرياضة في مشعر منى، كنت في معية العزيز الراحل بندر بن معتوق العبيدي – يرحمه الله-، الذي كان يقدم قبل انطلاق أعمال المركز وأثناء عمله وحتى ختامه دعما لوجستيا ليس له نظير، يتجول بين الأسواق وعلي المحالّ يؤمن كافة طالبات اللجان في المركز، وبعد صدور الدليل الإرشادي للمركز يتوجه به إلى كافة قطاعات الدولة والجهات الرسمية، ينطلق في مهامه دائما منذ الصباح الباكر ويستمر في العمل والحركة حتى المساء، تجده دائما مبتسما يتمتع بعلاقة واسع مع الكشاف والجوال والقائد وأعضاء الجهاز الإداري للمركز، عمل بذات الأسلوب لسنوات عديدة حتى بات ماركة مسجلة في مراكز الخدمة في الحج لسنوات عدة قاربت العقود الأربع
والراحل بندر العبيدي- عليه رحمة الله – انطلق في المشاركة منذ العام 1403ه وكانت بدايته مشاركا، ثم عضوا في فرقة الدوري في مخيمات عدة حتى باتت هذه اللجنة ميزة يعرف بها، ثم عاد قائدا لفرقة، وتولى مهمة مسؤول العهد، ليكلف بعدها ولأكثر من خمسة عشرة عاما قائدا للعلاقات الخارجية للمركز، يتجول بين القطاعات الحكومية، يتولى التنسيق معها لصالح المركز
و “العبيدي” دائما وفي كل عام يكلف عضوا لهيئة الاشرافية للمركز، ومهمته “شاقة” العلاقات الخارجية حيث تتولى إتمام جميع التنسيقات مع القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بعمل المركز، ويبدأ في العادة وفي كل عام مهامه مبكرا قبل انطلاق أعمال المركز ويستمر حتى نهايته، ويقوم هذه المهمة منذ فترة طويلة حتى بات خبيرا في هذا الجانب
أنطلق في الخدمة من 1403ه وحث وفاته عام 1442هـ
“والعبيدي” بدا العمل في المركز الكشفي عندما كانت الوزارة بمسماها القديم الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العام 1403ه، ثم الهيئة العامة للرياضة، فكانت بدايته كمشارك في إحدى الفرق داخل المخيم، ولنشاطي تم تثبيته في فرقة الخدمات والدوري وبات عنصرا أساسيا فيها، واستمر حتى أصبح قائدا لتلك اللجنة المهمة، ثم عاد لقيادة الفرق في إحدى المشاركات.
ومن مهامه – يرحمه الله- التي تولاها طوال مشواره في هذا المجال والذي استمر لنحو 38 عاما متتالية، مهمة مسؤول العهد، وآخر مهمة كانت له قبل رحيله “مسؤول العلاقات الخارجية” التي أسندت إلى منذ عقد ونصف العقد من الزمان
وبحكم قربي منه كأبناء مدينة واحد وحي واحد، أعرفه جيدا كان يودي مهمته رغم أنها شاقة جدا لأنها تتطلب جهد وحركة وتنقل كان يؤديها باستمتاع
وكان- رحمه الله – يؤكد أنها تساعده كثيرا في تنمية علاقته بالعديد من المسؤولين في الجهات الحكومية
وكان في حديثه دائما – غفرة له – يشير إلى أنه يجد الترحيب والتعاون من كافة الجهات الأهلية والحكومية، وأن الجميع يقدمون له التسهيل اللازم.
وكان- يرحمه الله- دائما يؤكد أنه عاش خلال هذه الفترة الطويلة في مهمته ذكريات عديدة لن ينساها قبل رحيله ويذكر أن زملاء كثر انطلق في خدمة الحجيج سويا وباتوا في أعلى المناصب في الدولة ويحملون مؤهلات علمية عالية
كان- عليه رحمة الله – يكرر دائما أن أهم الأمور مركز الخدمة أن دعوة حاج أو حاجة قدمت له مساعدة يسيرة يقابلها بدعاء ربما لم تجده من الوالدين بعض الأحيان، مؤكدا أن ذلك فتح أمامهم أبوابا ربما لم تفتح
ويردد دائما ذكرياته في بداية أعمال المركز الكشفي عندما يشارك مع زملائه في نصب الخيام وتولي ترتيبها داخل المركز كونهم من سكان مكة، وكانت عيناه تدمعان عندما يتحدث عن هذا الجانب وتخنقه العبرة
صيام عشرة ذي الحجة عادة وعبادة لم يتركها طوال حياته
ومن أفضل أعماله فترة أعمال المركز كنا سويا نصوم العشرة رغم حرارة الجو ومهمته خارج المركز في ساعات النهار الحارة جدا، وكان صيام العشرة عادة سنوية لم يتركها- عليه رحمة – حتى رحيله، ولا نزكيه على الله ، رحم الله أيقونة مركز الخدمة لوزارة الرياضة القائد الراحل بندر بن معتوق العبيدي وأسكنه فسيح جناته
كان بارا بوالديه محافظا على عباداته
والوجه الآخر للراحل “العبيدي” أكثر بريقا، فهو بار بوالديه حتى رحل عن الدنيا، هو أصغر إخوته تزوجا ولم يرزق بخلفة، كان- يرحمه الله- ملازما للحرم خصوصا في موسم رمضان ويحرص على الصلاة والقيام، وفي فترة الحج، كان من أشد المشاركين حفاظا على صلاة الجماعة داخل المركز، أحيل إلى التقاعد من عمله الرسمي في الشركة السعودية للكهرباء مبكرا بناء على طلبه
أصيب بفايروس كورونا ورحل عن الدنيا وحيدا
أصيب بفايروس العصر كورونا COVID- 19 ولم يمهله كثيرا، وانتقل إلى جوار ربه في منتصف شهر سبتمبر من العام 2020 عن عمر ناهز 55 عاما، ووارى جثمانه الثرى في مقبرة شهداء الحرم شرق مكة المكرمة ، حيث يدفن ضحايا كورونا، وبوفاتها خسرت كشافة وزارة الرياضة أحد أبنائها المخلصين الذين قدموا زهرة شبابهم في خدمة الحجيج عبر مركزهم في كل عام
التعليقات 1
1 pings
سعيد ال طلاق
30/06/2022 في 6:32 م[3] رابط التعليق
رحمه الله رحمة الابرار وجزاه خير الجزاء
شكراً لك ابا لؤي على هذه الالتفاته الرائعة ، ذكرى خالدة لرجل اعطى الكثير من حياته لخدمة دينه ووطنه